الصحوة – عنود الشحية
القرنقشوه في سلطنة عمان ، قرقيعان في الكويت و بالسعودية، أو قرقاعون في البحرين، وقرنقعوه في قطر، ، كلها أسماء لمناسبة تراثية تحتفل بها دول الخليج العربي ليلة النصف من شهر رمضان .
بعد توقف عامين ، تعود سلطنة عمان ودول الخليج للاحتفال بهذه المناسبة مع انحسار جائحة فيروس كورونا “كوفيد19”.
ولهذه المناسبة لباس تراثي خاص ، إذ يتزين الأطفال بالأزياء والحُلي التقليدية ، حاملين أكياساً قماشية أو سلالاً من الخوص، ويرددون الأهازيج والأناشيد الشعبية، فيبدأون بالمرور على البيوت لتجميع المكسرات والحلوى من أهالي الحي والبيوت المجاورة منهم.
وقد تختلف أوجه الاحتفال حاليا عن الماضي البسيط ، وأصبحت الاحتفالية أكثر ظهورًا ، فتتنافس العوائل بتحضير الهدايا بشكل أفضل واختيار الأزياء للصغار والكبار بشكل جميل، ، إلا أن بهجة هذه المناسبة هي ذاتها تُدخل السرور على الجميع دون استثناء.
النشأة وتعدد المسميات
ويكشف المؤرخ السعودي والباحث في تاريخ الخليج العربي الدكتور علي الدرورة عن تتعدد مسميات وتوقيت هذا الاحتفال بين دول الخليج، ” فيطلق عليه “حق الليلة” في دولة الإمارات، وتكون هذه الليلة في الخامس عشر من شهر شعبان، بهدف استقبال شهر رمضان. بينما تحتفل بقية دول الخليج في الخامس عشر من رمضان، وفي قطر والبحرين تسمى بـ”القرنقعوة”، و”القرقيعان” و”حل وعاد” و”ليلة الطلبة”، و”الناصفة” و”الكريكشون” في الكويت والسعودية، أما في سلطنة عمان تسمى بـ”القرنقشوة”، وذلك في حديث سابق له مع الإندبندنت البريطانية.
الأصل اللغوي لـ”القرنقشوه” و” القرقاعون” و”القرقيعان”
القرنقشوه تعني العطية أو الهدية وهي مأخوذة من الكلمة الدارجة عمانيا “قرقش” أو “اعطيني”.
ومع تعداد المسميات تعددت الأصول والجذور اللغوية، فقيل “إن القرقاعون أو القرقيعان هو مصطلح شعبي يُطلق على السلة الكبيرة المصنوعة من سعف النخيل، والتي تُملأ بداخلها المكسرات ومن ثمّ تُوّزع على الأطفال”، وقيل “إن أصل القريقعان أو القرقاعون هو قرّة العين”، ويرجح البعض الآخر “أن القرنقعوة أو القرقيعان تعني الشيء المخلوط متعدد الأصناف من المكسرات والحلوى”، أو “أنها مشتقة من القرقعة، أي الصوت الناتج عن ضرب الأواني المعدنية الحاوية للحلويات والمكسرات”. في حين تختلف الأهازيج بحسب المناطق اختلافاً بسيطاً، ولكنها تبقى متشابهة في مضمونها حيث يطوف الأطفال مرتدين أزياءً شعبية.
ويقال أيضًا ؛ تسمية القرقيعان أو القرنقعوه مشتقة من كلمة (قرقعة)؛ أي إصدار أصوات من مواد صلبة، وهي أصوات الأواني الحديدية التي تحمل الحلويات يضربها الأطفال بعضها ببعض.