حوار الصحوة –
“العلم في الصغر كالنقش على الحجر” وهكذا هو الفن .. حوار الصحوة هذا الأسبوع مع فنانة عمانية تخصصت واحترفت فن “الدودل آرت”، وكانت بدايتها كما تقول في الرسم منذ الطفولة. الفنانة والرسامة أميرة المسلمية في ضيافة الصحوة.
- الرسم وسيلة تعبير وعلاج ومتتفس وصديق مقرب
- المعرض الشخصي كانت تجربة جميلة وهدف استطعتُ تحقيقه بنفسي
- قليل من الدعم والوعي بقيمة الفنانين والعمل الفني في المجتمع المحلي هو ما ينقصنا
أميرة المسلمية رسامة عمانية شابة محترفة في فن يعرف بـ (دودل آرت Doodle art) والذي تعرفنا عنه بقولها “الدودل آرت فن الرسم بغياب التركيز، وتغير تعريفه في هذه الأيام بحيث أصبح معروفًا بكثرة العناصر في اللوحة مما يجعل احترافها صعبًا”. وطريق أميرة للاحتراف لم يبدأ الآن، فمن الصغر ظهرت بوادر هذا الطريق ” منذ الصغر في عمر 6 سنوات تقريبًا كنت أتسمر أمام شاشة التلفاز وأرسم الرسوم المتحركة، هنا كانت البداية”.
الرسم متنفس و وسيلة علاج
تقول المسلمية أنها أثناء الرسم تكون حرة بلا قيود “الرسم وسيلة تعبير وعلاج ومتتفس وصديق مقرب، الرسم حيث أكون أنا بلا قيود، حيث يسمح الخيال لي بإطلاق العنان لكل ما يجول بداخلي”، وحينما تذكر أميرة أن الرسم وسيلة علاج ومتنفس يجدر بنا الذكر أنها إلى جانب فنها وابداعها فهي تعمل كممرضة وتفخر بعملها، فحينما طلبنا منها التعريف عن نفسها لقراء الصحوة قالت “أنا رسامة في بداية شبابها، أتنفس الفن وأعمل ممرضة أيضًا”.
الظروف المحيطة ملهمة في الفن
في الرسم عادة يستلهم الفنان مما يحيطه ليولد إبداعاته، وعن مصادر إلهام أميرة تقول “تتعدد مصادر الإلهام بحسب الظروف المحيطة. استقي إلهامي من بيئة العمل أو المنزل، من علاقاتي مع الآخرين، مشاكل بيئية، مواضيع الصحة العقلية وغيرها”، وتذهب أميرة إلى أبعد من ذلك لتوضح أنه من الممكن للرسام أن ينتج لوحة فنية مبدعة حينما يمسك ورقته وينطلق دون فكرة وتصور محدد “في أحيان كثيرة أمسك الورقة بهدف الرسم حيث يكون عقلي خاليًا من أي شي وأرسم ولا أدري كيف ستصبح اللوحة، بلا تصور وبلا هدف”.
إنجازات
لأميرة مشاركات عدة تمثلت في المعارض والفعاليات وتقديم الورش ” شاركت في عدة معارض صغيرة. أقمت عدة ورش بسيطة منها إحدى الورش في ألمانيا، وشاركت في عدة فعاليات هنا ف السلطنة منها فعالية بيهانس”، ولعل أبرز إنجازات المسلمية هو معرضها الشخصي الأول الذي أقامته في العام المنصرم، وتقول عن تجربة المعرض الشخصي ” كانت تجربة جميلة وهدف استطعت تحقيقه بنفسي وهذا ما يهم بالنسبة لي” وتوضح بأن التجربة يمكن أن تتكرر “ربما أكرر تجربة إقامة معرض شخصي إذا تهيئت الظروف و طغى عليّ الإلهام لدرجة أن لا استطيع تحمله وأحسست أني بحاجة لإلهام الناس معي”.
تحديات
تعتقد المسلمية أن هناك قلة وعي عن العمل الفني في المجتمع، وهذه من التحديات التي يواجهها الفنان العماني حتى ينافس أقرانه من الفنانين إلى جانب التحديات الأخرى والتي توضحها قائلة ” قليل من الدعم والوعي بقيمة الفنانين والعمل الفني في المجتمع المحلي هو ما ينقصنا”.
ويمثل الفن لأميرة مصدر دخل إضافي غير ثابت، وعن ذلك تقول “هو مصدر دخل في فترات ومواسم معينة بسبب نوعية سوق العمل هنا”، كما أن الدخل الذي يأتي من الرسم لا يتناسب مع الجهود التي تبذل لإنتاج العمل حسبما تقول ” لا يتناسب الجهد المبذول مع الدخل الذي أحصل عليه من الرسم، وهذا بسبب قلة الوعي مثلما أسلفت، فغالبًا ما يلجأ العملاء لإعطاء المشاريع للأجانب المقيمين هنا – ليس تقليلا من شأنهم – ولكن أبناء الوطن أولى”.
وبالرغم من قلة الدعم الذي يعاني منه أغلب الفنانون في عمان تبقى الأسرة الداعم الأول لأميرة “أسرتي وأصدقائي أكبر داعم لي، لولاهم لما وصلت لما وصلت إليه. وأيضًا التجارب التي مررت بها جعلتني أقوى كل يوم بتوفيق من الله تعالى”.
لمن يرغب بالاستمتاع بأعمال أميرة، يمكنكم متابعة صفحتها على موقع انستغرام @amirooze .