الصحوة – وائل الوائلي
في عالم مليء بالألغاز والأسرار السماوية، تبرز نقطة لامعة في سماء سلطنة عُمان، وهي “المرصد الفلكي بشؤون البلاط السلطاني”، واحدة من أبرز المحطات الفلكية في المنطقة. منذ انطلاقه في عام 1990؛ ليكون محطة فلكيّةً علميّةً متُكاملةً؛ وذلك بفضل تجهيزاته الحديثة ودوره الفعّال في رصد الأحداث الفلكية والأجرام السماوية إضافة إلى عمليّات رصد الأحوال الجوية المختلفة.
بفضل تقنياته المتطورة، يتمتع المرصد بالقدرة على رصد القمر، الكواكب، وبعض الأجرام السماوية البعيدة نسبياً، مما يجعله نافذة مهمة تطل على أعماق الكون. ويأتي في مقدمة تلك التقنيات جهاز الرصد الفلكي الذي يحمل مرآة ذات قطر 70 سم، حيث صُنعت منه ثلاث نسخ فقط، واحدة منها خصيصاً لسلطنة عُمان بأمر من المغفور له جلالة السلطان قابوس -رحمه الله وطيّب ثراه-.
وعلى ضوء ذلك، تمتلك سلطنة عُمان النسخة الخاصة التي تمثل تحفة تقنية فريدة من جهاز الرصد، حيث يتمكن هذا الجهاز من تسجيل الأحداث الفلكية بدقة عالية، كما حدث في عام 2022 عندما تمكن المرصد من توثيق حادثة اصطدام المسبار Dart بالكويكب DiDmos بجودة عالية، وهو ما شكّل تحدٍ علمياً وتقنياً حيث نجح المرصد في تصوير الحادثة على الرغم من بعدها الشاسع عن الأرض الذي يبلغ حوالي 11 مليون كيلومتر، وسرعتها البالغة 20 ألف كيلو متر في الساعة.
ويضم المرصد قسمين رئيسيين؛ الأول مختص بالفلك والأجرام السماوية، والثاني معني برصد الأحوال الجوية، وقد أنشئ هذا الأخير بأوامر سامية عقب إعصار جونو في عام 2007، مما أضاف للمرصد بعداً جديداً ودوراً أكبر في خدمة المجتمع.
وبفضل جهود فريق عمله المتفاني وتقنياته المتطورة، يستمر المرصد الفلكي بشؤون البلاط السلطاني في تقديم إسهاماته، مما يجعله نقطة بارزة على خارطة البحث الفلكي في سلطنة عُمان.