تقرير – موزة الريامية
أطلقت الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) مساء الخميس فعالية (حديث ريادة (Riyada Talk ، الأولى من نوعها في السلطنة من حيث آلية تنفيذها، وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض منتجات رواد الأعمال (إبداعات عمانية 6) بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، وتستمر حتى مساء اليوم.
يهدف (حديث ريادة) إلى تكوين علاقات تجارية بين رواد الأعمال وأصحاب الأعمال (المستثمرين) والجهات الداعمة التمويلية، من خلال استحداث وسائل غير تقليدية لدعم رواد الأعمال أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لتعزيز التعاون والشراكة بينهم وبين المؤسسات الكبيرة والمستثمرين من أفراد ومؤسسات والجهات التمويلية.
وقال الدكتور أحمد بن محسن الغساني، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة)، رئيس اللجنة الرئيسية لمعرض إبداعات عمانية 6 أن “فعالية (حديث ريادة) تتكون من فقرتين، الفقرة الأولى هي (التجارب الملهمة) عن طريق قيام مجموعة من رواد ورائدات الأعمال المتميزين بعرض قصص نجاحهم في ريادة الأعمال، فيما ستكون الفقرة الثانية عبارة عن مسابقة يقوم فيها ممثلي الجهات الراغبة في التمويل او الاستثمار بتقييم العروض المقدمة من قبل رواد الأعمال واختيار المشاريع التي يرغبون في التعاون معها من خلال منحة او قرض او شراكة.”
كما أكد الغساني أن هذا الحدث الذي يعد “فرصة ذهبية” للتعرف على قدرات رواد الأعمال والخدمات التي تقدمها مؤسساتهم الصغيرة والمتوسطة، للاستفادة من خدماتهم سواء بالدخول في شراكات تجارية معهم أو تقديم دعم المالي لهم.
وقد قام خمسة من رواد الأعمال بعرض مشاريعهم القائمة، حيث استعرضوا بداياتهم في ريادة الأعمال ودوافعهم نحو ذلك ومسيرتهم بين الفشل والنجاح في فقرة (التجارب الملهمة).
حيث استعرض عادل بن سويد العبري تجربته في تأسيس مؤسسة “National High Tide Enterprises” التي تم تأسيسها عام 2001 بهدف إدخال الرياضات المائية إلى الحدود الداخلية للسلطنة وتنظيم فعاليات الرياضات المائية ذات المعايير الدولية، والترويج لمثل هذه الأنشطة. حيث قال العبري أن حلمه الأساسي منذ أن كان في مقاعد الدراسة هو أن يدخل عالم التجارة. كما تحدث عن بداية الدخول الحقيقي في عالم الأعمال بعد 10 سنواتٍ قضاها متنقلًا بين عدة وظائف بمشروع بسيط ، وعن تجربته في مشروعه وصعوبات ومخاطر ومتعة العمل بدءً من الخطوة الأولى وهي فتح سجل تجاري مرورًا بالأزمات التي مر بها وحتى نجاح وثبات واستقرار المشروع. وكانت رسالته إلى كل رواد الأعمال المبتدئين هي “ربحك استثمره في الاستمرارية وليس في الرفاهية” .
وتحدث الرائد الثاني حارب البلوشي عن تجربته من الفشل إلى النجاح بعد عدم تحقيقه نسبة تؤهلة إلى الالتحاق بإحدى الجامعات أو الكليات وتنقلة من وظيفة إلى أخرى، مطورًا من ذاته ومن مهاراته و خبراته في العمل حتى إلتحق بالقطاع المصرفي عام 2005 واختلط برجال ورواد أعمال واكتسب خبرات أكثر في مجال عمله حتى تمكن من نيل الشهادة بعد إلتحاقه ببعثة دراسية يقدمها البنك الذي كان يعمل به، وتمكن بعد ذلك من تأسيس مؤسسة مشاريع الحارب الوطنية في عام 2007 ، التي كانت صغيرة ثم توسعت مع مرور الوقت لتكون ورشة ذات مساحة تصل إلى 1000 متر مربع، ومسجلة بالدرجة الأولى و أعمالها في مجال الانشاءات والهياكل الحديدية، متحدثًا عن بدايتها ومراحل تطورها والانتكاسات و الأزمات التي واجهها حتى تمكن من إيصالها إلى ما هي عليه اليوم من نجاح واستقرار.
أما الرائدة الملهمة الثالثة التي روت قصة نجاحها فقد كانت صفية البهلانية التي انطلقت مسيرتها من مبدأ “التحديات سر النجاح” ، فرغم إعاقتها لم تتوقف عن البحث عن الفرص التي من شأنها أن تنمي ذاتها وقدراتها ومواهبها الفنية ، فدرست وعانت أثناء الدراسة التي لم تكن بشكل متواصل بسبب ظروف صحية منعتها من أن تكمل دراستها تباعًا. وقد بدأت مسيرتها الفنية بافتتاح المعرض الأول لها والذي حقق نجاحًا باهرًا ، لكنها لم تكن راضية عن هذا النجاح بشكل تام لسببٍ من الأسباب، وتوالت المعارض التي أقامتها البالغ عددها تقريبًا سبعة معارض حتى رضيت به تمام الرضا. وتمكنت بعد ذلك من إنشاء المرسم الخاص بها الذي قدمت من خلاله عدد من اللوحات الفتية والتصاميم المميزة، وحصلت على جائزة أفضل فنان لعام 2017 في جمعية المرأة العمانية.
كما سرد رائد الأعمال هلال الحوسني تجربته في تأسيس مؤسسة سمات العالمية، وهي عبارة عن مصنع لصناعة ألواح من الحديد أو الألمونيوم عازلة للحرارة لأسقف وجدران المصانع والمخازن والمنشآت التجارية وغرف التبريد والتجميد وصناعة أجزاء تدخل في نظام البناء الهندسي. حيث قال الحوسني أن المشروع الذي ابتدأ به فشل قبل بدايته، ولكي يحقق دخلًا بدأ العمل في أعمال بسيطة بدون خبرة حتى خاض عدة تجارب في مجالات متعددة لأول مرة يدخل فيها ، وقرأ وبحث كثيرًا لكي يتعلم بشكل أسرع، حتى تمكن في يومٍ ما وبعد عدد من المحاولات والأخطاء والانتقالات من منصب إلى آخر في مجالات التسويق والمبيعات من إنشاء مشروعه الخاص.
أما خالد العبري كان آخر من تحدث عن تجربته التي بدأها بـ “استمع لصوتك الداخلي الذي يدفعك نحو شيءٍ ما” ، فقد ذكر أنه وقع في الفشل لأول مرة بعدما خالف هذا الصوت. العبري هو ذاك الشاب العماني الذي تخبط في مساره وأضاع البوصلة لمدة سنتين بعد فشل مشروعه الأول فشلًا “ساحقًا” كما عبّر، إلى أن وجد شغفه في “القهوة المختصة” التي تعد من أجود أنواع القهوة في العالم، والتي دفعته إلى إنشاء مؤسسة أسطول البن، وهي عبارة عن مشروع عماني ذي هوية تجارية مستوحاة من تاريخ عمان البحري، تأسس في عام 2017 ويقدم مشروبات القهوة المتنوعة عالية الجودة والبن المحمص، ويوفر أيضًا أدوات تحضيرها، وبذلك كان له الفضل في تعريف المجتمع العماني “بالقهوة المختصة” كأول مشروع مختص في ذلك.
وسيواصل “حديث ريادة” فعالياته من خلال عرض الفقرة الثانية مساء اليوم، والتي ستكون عبارة عن مسابقة يقوم فيها ممثلي الجهات الراغبة في التمويل أو الاستثمار بتقييم العروض المقدمة من قبل سبعة رواد الأعمال مشاركين، واختيار المشاريع التي يرغبون في التعاون معها من خلال منحة أو قرض أو شراكة.
الجدير بالذكر أن فعالية “حديث ريادة” تعد من أهم وأبرز الفعاليات المصاحبة لمعرض إبداعات عمانية في نسخته السادسة والذي تنظمه الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة “ريادة”، بالتعاون مع صندوق الرفد والهيئة العامة للصناعات الحرفية وغرفة تجارة وصناعة عمان وومركز عمان للمؤتمرات والمعارض.