الصحوة- يعتقد البعض أن المتاحف فضاء لعرض التحف الفنية للتعبير عن حقب تاريخية لدولة، لكن فعاليات برنامج “قطر تبدع” بجلساته المتعددة أكدت أن المتاحف لا بد أن تكون منبرا لنشر الأصوات والأفكار.
ويتضمن برنامج “قطر تبدع” الذي يقام على هامش افتتاح متحف قطر الوطني، العديد من الجلسات النقاشية والورش والجولات التي تألقي الضوء على تنوع وازدهار المشهد الثقافي والفني في قطر، بمشاركة مجموعة من أبرز الأسماء الدولية في مجالات الفنون والثقافة.
ويهدف البرنامج إلى توفير منصة للحوار وتبادل الأفكار وبناء جسور التفاهم بين دولة قطر وعدد من أبرز المؤسسات الفنية والثقافية في العالم.
وعلى مدار خمسة أيام، شارك أكثر من 60 رائدا من أعلام الفن والثقافة وجهات النظر والأفكار مع مختلف فئات الجمهور في متحف قطر الوطني، ومكتبة قطر الوطنية، ومتحف الفن الإسلامي، والحي الثقافي “كتارا”.
تجمع المواهب
ويمثل هذا الحشد أكبر تجمع للمواهب الفنية التي شهدتها قطر على الإطلاق، علاوة على أن هذه الفعالية تتيح فرصة فريدة للفنانين الشباب والمبدعين الموهوبين للاستفادة من بعض الرموز الثقافية الأكثر أهمية وتأثيرا في العالم.
البرنامج نظم العديد من الفعاليات أهمها جلسة نقاشية بعنوان “متاحف الفن الحديث.. الاتجاهات الحالية بين الشرق والغرب”، في المتحف العربي للفن الحديث بمشاركة نخبة من مديري المتاحف العالمية والمهتمين بالمتاحف.
وركزت الجلسة على مختلف جوانب العناية بالمتاحف وفعالياتها والمشاركة الاجتماعية والسياسية لمتاحف الفن الحديث، وتقييم اهتمام الجمهور المتزايد بالفن الحديث وأهميته الاجتماعية في سياق الأحداث اليومية، فضلا عن الحديث عن الاتجاهات الحالية في جمع أعمال الفن الحديث وكيفية عرضها في الشرق والغرب.
واعتبر مدير المتحف العربي للفن الحديث بقطر عبد الله كروم أن المتحف منذ تدشينه عام 2010 وهو يعمل على أن يكون منصة للحوار ومنبرا لكل الأصوات والأفكار، مشددا على أن الفن والنقاشات التي يولّدها تعد من أهم القضايا التي يجب أن يكون لها مساحة كبيرة من عمل أي متحف.
واتفق مدير متحف ويتني للفن الأميركي آدم وينبرج مع مدير المتحف العربي للفن الحديث، مشيرا إلى أن المتاحف هي فضاء للتواصل مع العالم، كما أن الفن لا يبدأ في المتحف، وإنما هو مجال ممتد عبر الزمن، مستشهدا بالمقولة الشهير بأن المتاحف ليست مباني للاقتناء، بل فكرة للتطوير.
حفظ التاريخ
وينبرج لم يقلل من دور حفظ التاريخ والتراث الذي تقوم به المتاحف، موضحا أن دور المتاحف في الحفاظ على المقتنيات والآثار دور رئيسي مما يجعلها مناطق جذب للزوار، بالإضافة إلى وظائف نشر الفكر المستنير والتحلي بالمرونة الكبيرة في مناقشة كافة القضايا المطروحة.
وتأسس متحف ويتني عام 1961، وقبل ذلك كان جزءا من متحف لوس أنجلوس للتاريخ والعلوم والفنون، الذي تأسس في عام 1910 في حديقة المعارض بالقرب من جامعة جنوب كاليفورنيا، ويعد أكبر متحف جديد يتم بناؤه في الولايات المتحدة بعد المعرض الوطني للفنون.
كانت فعاليات “قطر تبدع” قد استهلت بجلسة “من مدرسة الفنون إلى عالم الفنون: إعداد جيل المستقبل” من الفنانين والمصممين والمهنيين في مجال الفن، والتي ناقشت التغيرات التي طرأت على مدارس الفنون في العقود الماضية وما سيؤول إليه مستقبل تعليم الفن.
كما احتضن متحف الفن الإسلامي جلسة نقاشية بعنوان “كواليس ارتداء المشاهير لملابسهم عند السير على السجادة الحمراء” بمشاركة المصمم براد جورسكي وخبير الماكياج اللبناني سامر خزامي ومصمّمة الأزياء العالمية مونيك لولييه، وتناولت الجلسة التي أدارتها الممثلة نادين نجيم كيفية اختيار المشاهير المظهر اللائق لإطلالاتهم على السجادة الحمراء.
واستضافت ردهة متحف الفن الإسلامي جلسة نقاشية أخرى بعنوان “منظور المرأة في الفن والحياة”، ناقشت تغير دور المرأة في عالم الفن والمجتمع، وذلك بمشاركة الموسيقية القطرية دانا الفردان والفنانة القطرية عائشة ناصر السويدي، كما تناولت جلسة النقاش ما إذا كانت الفنانات يتلقين معاملة وتقديرا مختلفين عن الفنانين الرجال، مع إلقاء الضوء على تجربة الفنانات حاليا.
المصدر – الجزيرة نت