تميزت قرى ومناطق جبل شمس بإنتاج الثوم العماني بجودة عالية نظرا لملائمة التربة والمناخ الذي يتميز به الجبل حيث تنخفض درجة الحرارة الى الدرجة الملائمة للنمو الخضري وتكوين الرؤوس الكبيرة ذات اللون القرمزي الزاهي والذي يتصف به الثوم العماني. وفي هذا الجانب يقول المزارع علي بن عبيد الخاطري من سكان قرية دار العقور بجبل شمس التابعة لولاية الحمراء يعتبر الثوم من المحاصيل الزراعية الاساسية التي نزرعها بقرى جبل شمس نظرا لما يتمتع به الجبل من خصائص تجعله مناسبا لزراعة الثوم ويعطي انتاجا ذو جودة عالية وهو ما يبحث عنه المشتري لذلك تجد اقبالا كبيرا من قبل المشترين ونبيعها بسعر جيد مقارنة بالمحاصيل الأخرى كما يتميز الثوم بقابليته للخزن لفترات طويلة قد تصل الى عام كامل دون ان يتأثر بالجفاف او نمو البادرات قبل زراعتها وخاصة اذا تم تخزينه بالطريقة الصحيحة التي نتبعها هنا في المناطق الجبلية ويعود ذلك الى جودة الثوم وحصاده في الموعد المناسب فيتميز ثوم الجبل بلونه القرمزي الزاهي وخشونة رؤوسه وكبر فصوصه وتراصها بدرجة كبيرة مما يجعلها محتفظة بخصائصها طول العام وحول التوسع في زراعة الثوم يقول توجد رغبة في هذا الجانب ولكن توجد معيقات تحول دون ذلك اهمها قلة المياه وخاصة في فترات الجفاف حيث تعتمد المزارع على عيون مائية قليلة الجريان وتكاد تنضب في بعض الاوقات كذلك صعوبة الوصول الى المزارع ونقل المحصول منها حيث لا تصل الطرق اليها ويتم نقلها على الرؤوس او بواسطة الحمير .
اما المزارع خليفة بن علي الخاطري فيرى ان زراعة الثوم بقرى جبل شمس من المحاصيل الزراعية التي يجب ان يحافظ اهالي الجبل على زراعتها وان يشاركوا ابنائهم في زراعتها حتى تبقى مستمرة للأجيال القادمة وخاصة ان الاراضي في الجبل هي اراضي ضيقة وصغيرة المساحة وتحتاج الى عناية ورعاية خاصة عند زراعتها وعن موعد الزراعة يقول تبدأ الزراعة في منتصف شهر سبتمبر وتحصد في الاسبوع الثاني من شهر ابريل حيث تكون قد وصلت الى مرحلة النضج الجيدة للحصاد والتخزين وحول المعاملات الزراعية التي يحتاجها محصل الثوم يقول اهم شيء انتقاء الرؤوس الجيدة الخالية من الأمراض والاهتمام بعمليات السقي والتسميد بالأسمدة المحلية وازالة الحشائش .
وعن دور وزارة الزراعة والثروة السمكية في توطين زراعة الثوم بالمناطق الجبلية يقول صالح بن راشد بن مسعود العبري مدير دائرة التنمية الزراعية بولاية الحمراء تعتبر زراعة الثوم من الموروثات الزراعية بقرى جبل شمس وتولي وزارة الزراعة والثروة السمكية زراعة الثوم بصفة عامة اهتماما كبيرا نظرا لجودته العالية والطلب المتزايد عليه من قبل المستهلكين وفي هذا الاطار نفذت الوزارة خلال السنوات الماضية مشروع التوسع في زراعة الثوم لدى المزارعين بهدف زيادة الانتاج والمحافظة على زراعته وخاصة في المناطق الجبلية حيث ركزت على شراء تقاوي الثوم الجيدة وتوزيعها على المزارعين مدعومة بنصف قيمتها من قبل الوزارة وتكون اولوية الشراء من المناطق الجبلية نظرا لجودتها العالية وتقدر انتاجية جبل شمس من الثوم العماني بأكثر من 10 طن في الموسم الواحد ويشكل دخلا جيدا للمزارعين الذين يعتمدون على الزراعة وتربة الماشية كما قامت الوزارة بإنشاء عدد اربعة مخازن بقرى جبل شمس مقاومة للحرارة والرطوبة مزودة بأجهزة تكيف لتوفير البيئة الملائمة لتخزين الثوم كذلك دعمهم بالحراثات اليدوية الصغيرة بنسبة 50% من قيمتها كما ان الدائرة تتابع المزارعين بصفة مستمرة وتقدم لهم الدعم الفني والارشادي وبعض الخدمات الزراعية التي توفرها الوزارة .