الصحوة – الزهراء سنيدي
نوف اللمكية: اهتمامي بالزراعة ظهر في السادسة من عمري
اللمكية: أتمنى أن أفتح مصنعي الخاص بتصنيع المنتجات الطبيعية المستخلصة من النباتات
أحبّت الأشجار، وترعرعت في الطبيعة، وأحسّت منذ نعومة أظافرها بأنها جزءٌ لا يتجزأ منها، تلطّخت بالطين، وخزتها شوكة، لسعتها نحلة، أحسّت مُذ كانت طفلة بأنها شجرة بين الأشجار، وزهرةٌ يفوح عبقها بين الأزهار، نوف اللمكية، المزارِعة التي تربّت بين النباتات، وكبرت معها، نشأت واللونُ الأخضرُ حولها، منعشًا روحها الصغيرة، كبُرَت وكبُرَ معها هذا الاهتمام حتى غدا مصدرَ رِزقها الوحيد. حاورتها الصحوة لتتعرف على قصتها، فكان هذا الحِوار.
كيف بدأتِ بالزراعة؟ وكيف تطور هذا الحُب معك؟
بداية اهتمامي بالزراعة ظهر عندما كان عمري ٦ سنوات تقريباً، كنتُ أُراقب والدي في كل شيء وأسأله عن كل شجرةٍ أراها، وكنت أراقب نموّها، وتنتابني لحظة السعادة الغامرة وقت الحصاد، أحفظُ أسماء النباتات والأشجار البرية، وأسأل عن فوائدها، أحفظ موسم زراعة كل شجرة، وأُراقِب الأمراض والإصابات التي ممكن أن تقضي عليها، وأُجرّب طرق علاجها بالإضافة إلى نظام التسميد وطرق العناية بها، الأمر كله متعلّق بالتجربة والبحث، والحمد لله لديّ اليوم حصيلة لا بأس بها من المعلومات… وما زلت أتعلّم.
من خلال كلامكِ فإنّه من السهل على الإنسان أن يتوقع أن تخصصك الجامعي متعلّق بالزراعة؟
أبدًا تخصصي في الجامعة كان أمن معلومات، والزراعة بالنسبة لي هواية أمارسها بحُب
لماذا أمن معلومات وليس الزراعة؟
(تضحك) حطّني القدر في أمن المعلومات.
متى بدأتِ بصناعة خلطاتكِ الطبيعية الخاصة بكِ؟
المنتج الخاص بالشعر صنعته منذ سنتين تقريبًا وهو أول منتج أصنعه، وكنت أستخدمه لنفسي فقط، جمعت أفكار وتجارب الآخرين مع تجاربي في استخدام النباتات والزيوت المفيدة للشعر، وكل شهر أُطوّر فيه إلى أن وصلت للتركيبة التي تحل أغلب مشاكل الشعر.
ما هي فوائد هذا المنتج؟
يعيد للشعر حيويته وترطيبه، كما يُساهم في تكثيفه وزيادة طوله، وتخليص فروة الرأس من مشاكل القشرة وغيرها.
هل بدأتِ بتصنيع منتجات أخرى غير هذا الخاص بالشعر؟
بدأت بصناعة الصابون برائحتين مختلفتين، الأول Green Rose والآخر Black Rose، وجميعها مستخلصة من مساحيق وعصارة عدة نباتات وأعشاب طبيعية ولهما روائح اللافندر والورد المحمّدي.
ما المختلف في الصابون خاصتكِ؟
يقوم بإزالة التصبغات وتفتيح الأماكن الداكنة في الجسم، إلى جانب أنه فعّال جدًا في ترطيب الجسم لأنّ مكوناته طبيعية ومرطبّة ولا تسبب الجفاف بعد استخدامها، كما أنه يمنح الحيوية والنضارة للبشرة، ولكل نوع وظيفته، فمثلًا Green Roseتستخدم لتقشير الجسم فقط لذلك فهي لا تستخدم للوجه، أما Black Rose فتستخدم للجسم والوجه بشكل يومي!
كيف اقبال الناس على منتجاتك؟
منذ أول شهرين والاقبال كبير الحمد لله، وهو في تزايد يوميًا، وساعدني تويتر كثيرًا لتسويق المنتجات التي أُصنّعها.
هل هذا هو مصدر رزقك الوحيد؟
نعم، تخرجتُ من الجامعة وأنا حاليًا باحثة عن عمل، لكن بالنظرِ إلى عملي في تصنيع منتجاتي الطبيعية الخاصة فأنا مشغولة طوال الوقت والحمدلله، وهو مصدر رزقي الوحيد حاليًا.
من يسند نوف اللمكي في مشاورها هذا؟
عائلتي هي الداعم الأول لي، وأبي الذي تعلمت أصول الزراعة والبستنه منه، وجدي الذي استوطنت مزرعته قلبه، تستطيعين القول إن هذا الحُب وراثي، ينتقل من جيلٍ لآخر.
إلى أين تريدين أن تصلين؟
أريد أن أطوّر من منتجاتي، وأصنّع منتجات أخرى جديدة، وأن أفتح المصنع الخاص بي المختص بصناعة المنتجات الطبيعية المستخلصة من النباتات، الحياةُ أماني وهذه أمانيّ، ويُقال: ما لم تبدأه اليوم لن يكتمل في الغد، وأنا بدأت، وان شاء الله يومًا ما سيكتمل الحُلم.