الصحوة – الزهراء سنيدي
غيث السيفي: عملتُ في هذا المجال لأغطي مصاريفي اليومية
السيفي: يومًا تلو الآخر وشغفي بالفضيات والأحجار الكريمة يزيد أكثر فأكثر
عُرِفت عُمان منذ قديمِ الزمان بصناعة المشغولات الفضية، وكانت نزوى- ولا زالت- أهم مراكز صياغة الفضة، ومنها جاء غيث السيفي، الشاب العُماني الذي ورِثّ حِرفة الأجداد، وتعلمها وزاد شغفه بها يومًا تلوَ الآخر إلى أن افتتح محلّه الخاص بالفضةِ والأحجار الكريمة، حاورته الصحوة لتعرِفَ عن قصته أكثر، فكان هذا الحِوار:
كيف اكتشفت اهتمامك بالفضيات؟
القصة بدأت عام 2012 عندَ دخولي للكلية التقنية بنزوى، وكنتُ حينها أبحث عن عمل لأغطي مصاريفي اليومية، فجاءني أخي ليخبرني عن وجود محل مفتوح حديثًا في سوق نزوى متخصص في الفضيات ويطلبُ موظفًا، فقلتُ لمَ لا؟ فذهبتُ للعملِ فيه.
هل استطعت أن توفّق بين عملك ودراستك؟
بصراحة ليس لأنني لم أستطع وإنما الدراسة لم تناسبني، لذلك خرجت من الكلية، وقررت أن أستمر بالعمل في ذلك المحل، وكان هذا لمدة ثلاث سنوات.
كيف تصف تلك الثلاث سنوات التي مرّت عليك؟
كانت سنوات التعلّم والنضج أكثر في مجال الفضيات والمجوهرات، استطعت أن أروي شغفي بالتعلم أكثر، وأُشبع ولعي بالفضيات والأحجار الكريمة بالبحث الدائم في هذا المجال، كنت أقرأ فيه كثيرًا، وانضممت للكثير من المجموعات التي تختص بالأحجار الكريمة، وبشكل عام كنت أتعلم من كل حدبٍ وصوب.
ماذا بعد الثلاث سنوات تلك؟ ما الذي حدث؟
اشتغلت بعدها في عدة محلات أخرى في نزوى تختص بالذهب والفضة، وخطوة تلو الأخرى كانت معارفي في هذا المجال تتسع وتكبر أكثر فأكثر.
متى بدأت عملك الخاص في هذا المجال؟
شرارة البداية الحقيقية بالنسبة لي حينما اشتريت مجموعتي الأولى من الخواتم، وأذكر أنها كانت سبعة خواتم فقط، وبعتها للأهل والأصحاب، ووجدت عليها إقبالًا جميلًا ولله الحمد، وشيئًا فشيئًا، بدأت أتوسّع أكثر، وأتعمّق سريعًا في عالم الصياغة وتفصيل الخواتم، بدأت أشتري عددًا أكبر من الأحجار الكريمة والخواتم، بدأت أعرف كل شيء عنها، أسمائها، مزاياها، خصائصها، ألوانها لدرجة أن أقتني أجهزة لفحص الأحجار الكريمة كي أستطيع التفريق بين الأحجار الأصلية من المقلدة والمصنّعة.
كيف استطعت التسويق لنفسك ولبضاعتك؟
مثلما أخبرتك بدأت بدائرة المعارف والأصحاب، وفي الفترة التي بدأ العمل فيها يزدهر فتحت حساب على الإنستجرام، وصار المنصة الرئيسية لبيع وعرض وتسويق الخواتم والأحجار الكريمة، والحمد لله العمل والبيع قفز قفزات كبيرة بهذه الخطوة، وتطوّر الطلب على الخواتم إلى أن افتتحت محلي الخاص بالفضيات.
ما هي الصعوبات اللي واجهتك كي تفتح هذا المحل؟
أول الصعوبات في افتتاح محلي الخاص كان رأس المال، وفكّرت بالاقتراض من صندوق الرفد، وبعدما بحثت عن الموضوع وقلبت الفكرة في رأسي وجدتُ أنني لا أقوى على تحمّل الديون لذلكَ تجاوزتها، ووجدتُ الدعم الذي أحتاجه من والدي- حفظه الله- وأخوتي وعلى رأسهم أخي الأكبر.
ماذا يقدم المحل للنساء؟
المحل ليسَ خاصُا بفضيات الرجل فقط، وإنما يوفر للنساء الخواتم المختلفة، الأساور، الساعات الفضية، المريّات والأطقم النسائية، كما أنّ الأحجار الكريمة متوفرة للنساء والرجال.
هل يمكن أن يزودكم الزبون بتصميمه الخاص لتنفذوه له؟
ذلك يعتمد على التصميم ذاته، فمثلًا إذا كان التصميم يعتمد على العمل اليدوي فإننا نستطيع تنفيذه بكل سهولة، لكن لو كان التصميم يعتمد على القوالب والآلات فإنّ هذا الأمر غير متوفر لدينا في الوقت الحالي.
إلى أين يريد غيث السيفي أن يصل؟
طموحي في المستقبل أن أوفّر كافة الآلات اللازمة للتفصيل وتصميم ما يرغب به الزبون، وأتمنى أن أحقق النجاح الذي أتمناه، وأفتتح فروعًا أخرى خارج نزوى.