الصحوة – الدكتور حمد بن ناصر السناوي
اختلف إثنان من الزملاء في إحدى مجموعات الواتس اب وتحول الخلاف إلى تبادل للعبارات الغاضبة والذي تطور إلى السباب والشتام رغم أن موضوع الخلاف لا يستحق كل هذا الغضب .دفعني هذا إلى التساؤل، هل ستكون ردة الفعل مختلفه لو كان الزميلان وجها لوجه؟ وكيف تختلف حواراتنا على مواقع التواصل عن تلك التى تحدث في العالم الحقيقي؟
يقول علماء النفس أن التواجد في العالم الافتراضى يجعل الفرد يقوم بخلق شخصية افتراضيه قد تتصف بسلوكيات مغايره عن شخصيته الحقيقيه فتجده يتصرف بقليل من التحفظ بحيث يقوم بأفعال لا يفعلها في حياته الواقعية وقد قام العلماء بتحديد بعض العوامل التي تساعد على ذلك وهي:
إخفاء الهوية
غالبا ما يسستخدم الأفراد أسماء وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي دون التعريف بهويتهم الحقيقيه، هذه الأسماء الوهمية تمنح الفرد شخصية جديدة يمكنه أن يقوم خلالها بأفعال يخجل من القيام بها في الواقع ، أحيانا يكون منطلقا في الحديث مع الجنس الآخر ، وأحيانا أخرى يتقمص دور أو وظيفة معينه يحلم بها لكن الظروف تمنعه من الحصول عليها.
حجب الرؤية
عندما نتحدث مع الآخرين تمكننا لغة الجسد من استيعاب تأثير كلامنا عليهم ،البعض يقوم بهز رأسه بالإيجاب إذا كان يوافقنا الرأي فيما نقول، و قد تظهر علامات الأستياء أو الدهشة أو ربما الملل على وجه المستمع فيقوم المتحدث بالإستجابة ربما بتغير الموضوع أو إنهاء حديثه ،بينما خلال التواصل الإكتروني فإن عدم رؤيتنا للشخص الآخر تحجب عنا لغة الجسد وبالتالي قد نتمادى في الجدال والنقاش الذي قد يكون عنيفا أو قاسيا دون الأنتباه إلى تأثير ذلك على الطرف الآخر.
الهروب
تمنحك وسائل التواصل الاجتماعي فرصة الهروب من محادثة لا تعجبك أو ربما اختيار عدم الحديث مع الشخص الآخر عن طريق حظره ومنعه من التواصل معك ، البعض يلجأ إلى الحظرإذا وجدا نفسه خاسرا في نقاش ما ، والآخر بعد أن يستفزك ، أحيانا نجد أن سقف الحظر منخفض جدا فينسحب الآخر حتى ولو كان الحديث لا يسئ إليه ، ربما لأنه يجد الحوار مملا أو أن المتحدث الآخر لا يستطع تسليته. هذه بعض العوامل التي تؤثر على سلوكياتنا في العالم الافتراضي والتي يجب أن نراجعها ونفهمها لنتفادى إلحاق الأذى بالآخرين