الصحوة – احتفلت جامعة السلطان قابوس بتخريج الفوج الثاني من الدفعة الثلاثين، و التي شملت طلاب الكليات الإنسانية، الآداب والتربية، الحقوق و الاقتصاد، و ألقى الخرّيج المعتصم البهلاني، من كل الحقوق، قصيدةً شعرية من نسجه بعنوان “كما غيمةٌ تحتفل”، إحتفاءً بهذه المناسبة، قال فيها:
كما جرى الغيم ظمآنا لمن سجدوا
أجيءُ.. تمتدّ من شوقي إليك يدُ
أجيءُ.. في شفتي ما قاله قمرٌ
لليلِ: يا فرحةَ الخرّيج.. يا بلدُ
جاؤوا خفافًا كأن الغيم يحملهم
إلى الجبال التي من مجدها ولدوا
خطاهمُ توقدُ المعنى، وفي سهَرٍ
توشَّحوا عتمةَ الأيام واتَّقدوا
وما تعثَّر صوتٌ في صلاتِهمُ
وما تسلَّق في أحلامهم كمدُ
كأنَّهم في اتِّساع الكونِ أعمدةٌ
وإنَّ أوثقَ ما في الموطِنِ العمَدُ
ورغم ما تحملُ الأيام من تعبٍ
وفوا لجامعة السلطان ما وعدوا
فكان لا بدّ أن يروي الزمان بهم
ما يصنعُ الكيف لا ما يصنعُ العددُ
هنا (بجامعة السُّلطان) ألمحهم
أسماؤهم لاجتراحِ الغيب تتَّحدُ
فمن كقابوس مذ أرساكِ جامعةً
للعلمِ صرحًا كما للخيمة الوتدُ
لأنَّ (قابوس) في أرواحنا بلدٌ
فداه من عمرنا الأرواح والبلدُ
**
هنا (الحقوق) وقسطاسُ الزمان هُمُ
فلا تميلُ بهم روحٌ ولا جسدُ
وإن عبرت ففي (الآداب) معرفةٌ
ترى بها الأمس، أو يدنو إليك غدُ
كأن في لغة الأرقام سلَّمُ مَن
في (الاقتصاد) إلى أوطانهم صعدوا
أجل، وتكملُ وجه العلمِ (تربيةٌ)
ملامحًا خاطها الإيمانُ والرَّشدُ
الآن عرسٌ، فلا تمضوا إلى أبدٍ
فكلُّ أمٍ هنا في قلبِها الأبدُ
وكلَّما انجرحت عينٌ بدمعتِها
لا تمسحوها، ففيها طائرٌ غرِدُ
الآن، عرسٌ سماويُّ البريق، فهل
سيسمع الدهر تغريدًا لمن وُلدوا؟