الصحوة – سُعاد بنت سرور البلوشية
دور هام سيلعبه المختبر المركزي الجديد للصحة العامة، والذي جاء بتوجيهات سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله – بتشييد هذا المختبر ضمن منظومة التنمية الوطنية المتعلقة بالخدمات الصحية، وبما يتوافق مع مستجدات المرحلة القادمة في مواكبة التقنيات فيما يتعلق بالتشخيص ولضمان توافر أعلى معايير الممارسة والمهارات الإدارية، بتوفير خدمات مختبرات طبية آمنة وذات جودة عالية في مختلف المنشآت المتعلقة بالصحة العامة.
ومن المؤمل أن يُشكل هذا المختبر أحد الأعمدة الأساسية والمباشرة في تحسين الخدمات الصحية من حيث موثوقية الفحوصات ودقة نتائج التحاليل المعملية والحصول عليها في الوقت المناسب، والدور البالغ أهمية في الاستجابة للتهديدات الصحية التي تجتاح العالم، بتفشي الأمراض والأوبئة المعروفة وغير المعروفة ومنها على سبيل المثال انتشار فيروس كورونا كوفيد 19، والخسائر التي نجمت عنه على مختلف القطاعات، وما يشكله وجود مثل هذه المختبرات عن مدى استعدادنا واستجابتنا السريعة والفورية للتحديات المفاجئة، ومدى تمكين الكفاءات والكوادر الوطنية للتعامل مع الحالات الطارئة المحتملة، ومدى قدرة المختبرات والمعامل الصحية على استيعاب الأعداد المضاعفة والمتزايدة من المصابين بالأمراض.
سيساهم وجود هذا المختبر الجديد في إيجاد سياسة وخطة وطنية استراتيجية للخدمات التي سيقدمها، مع توفير وظائف لعدد كبير من الثروة البشرية التي تزخر بها سلطنتنا، فضلاً عن غيرها من الإمكانيات المتعلقة بالبنية الأساسية والمعدات الحديثة بمواد فعالة وتقنيات جديدة تواكب ثورة الاتصالات، فضلاً عن توحيد جهود استخدام خدمات المركز والترشيد في نفقات الرعاية الصحية غير الضرورية ووفقاً لمقتضيات الحاجة، مع تمكين وتأهب دائم لإدارة المخاطر البيولوجية، وحداثة في بروتوكولات مراقبة الجودة، كما يعكس قرار بناء هذا المركز النظرة الثاقبة والمستقبلية لترقية واقع أداء المختبرات في السلطنة، ومنهجية تطوير وتحسين نظم المختبرات الصحية الوطنية المستدامة.
إن الدعم المالي والتقني لخدمات هذا المختبر ستكون بمثابة نقطة قوة يمكن من خلالها التقدم لمواكبة مستوى أنظمة عمل المختبرات الصحية على المستوى الإقليمي والقطري للوقاية من الأمراض بالتشخيص والفحص، وإيجاد الحلول المناسبة للسيطرة على الأمراض المكتشفة والتصدي لمسببات الأمراض إن أمكن والحد من انتشارها، بوضع رؤية شاملة ومتكاملة لتأسيس بيئة مختبرية قائمة على أساس منطقي موجه يراد به معالجة الثغرات والتحديات التي تواجهها أنظمة المختبرات الصحية الحالية.
وإذ يواجه العالم بين الحين والآخر ظهور أمراض مختلفة، فإن احتضان هذا المركز لمعدات أكثر تطوراً وتقنيات تشخيصية متقدمة لتأكيد التشخيص المبكر، لبعض الأمراض المعدية أو غير المعدية ذات تأثير ليس على المستوى الوطني فقط، وإنما تمتد رقعة تأثيرها بشكل عالمي وبقدرة على تهديد الأمن القومي، وبمقومات مخبرية يمكن الوصول إليها بسهولة وسرعة عالية في الكشف المبكر ضرورة ملحة، من أجل رعاية صحية عالية الجودة ومزدهرة وعادلة ترقى بالوطن ومواطنيه.