الصحوة – د. حارب بن سعيد الهنائي
إن مفهوم الضمان الاجتماعي وذلك حسب المرسوم السلطاني رقم 87 لعام 1984 وتعديلاته هو احد مكونات شبكة الامان الاجتماعي بالسلطنه ، الذي بموجبه يتم صرف معاشات شهرية لفئات محدودة من ابناء المجتمع التي لاتتوفر لديها دخل كافي للمعيشة ولايوجد لها المُعيل القادر على النفقة ، وحدد مجموعة من الفئات المستفيدة من هذه الخدمة .
إن الاهداف التي وضعتها الدولة من تقديم خدمة الضمان الاجتماعي سنجدها تستهدف المساعدة المالية للافراد والاسر المعوزين مادياً ، وتوفير حماية أجتماعية للفئات الهشة اجتماعياً ، وتحقيق تكامل في تغطية شبكة الامان الاجتماعي بالمشاركة مع بقية مكوناتها ، من الملاحظ أن هذه الاهداف جميها توحي إلى سد حاجة الانسان ومساعدته ليعيش حياة كريمة إلا أن نظام معاشات الضمان الاجتماعي بحاجة إلى مراجعة وتغير في بعض الجوانب نظر إلى متغيرات الظروف المعيشية وتطورالحياة بشكل عام والتي يمر بها المجتمع العُماني في كل المجالات .
إن ظروف الحياة الصعبة ومتطلباتها تزداد صعوبة يوماً بعد يوم ، وان حاجة الانسان وارتفاع الاسعار في تزايد من وقت لآخر ، كل ذلك أدى إلى أن اصبح المواطن المعتمد على معاش الضمان الاجتماعي والمواطن الذي لايعمل وليس له دخل مادي يعاني من عدم قدرته على توفير ابسط الضروريات له ولاسرته ،العُمانيون عُرفوا بالصبر والارادة والعزيمة على تخطي الصعاب ، وعُرفوا بحب الوطن ، وحب العمل في اي مجال من مجالات الحياة .
اليوم أصبح توفير سبل العيش الكريم اكثر صعوبة من اي وقت مضى ، والالتزامات الاسرية تغيرت وأصبحت عبء كبير على كاهل معيل الاسرة مهما كان عددها ومهما كان حجم مصدر الدخل لديها ، هناك الكثير من ابناء هذا الوطن العزيز تحملوا قسوة ظروف الحياة ومتطلباتها وصعوبتها في الماضي ومع تقدمهم في العمر أصبحت الحياة وسبل العيش أكثر صعوبة ومشقة ، منهم من تقاعد براتب ضعيف نظراً للعمل الذي كان يعمل به أوبسبب نظام التقاعد السابق ، ومنهم من عاش طول حياته يعمل باليومية لانه لم يجد عمل ثابت في شبابه ، فزادت الايام عليه قساوة عندما وصل به العمر إلى السبعين وأكثر من ذلك ، حين اصبحت اليوم المشاكل المادية تتكالب عليه من كل حدباً وصوب ، فماله طريق إلا أن يلجأ إلى الدولة لمساعدته لاجل أن تعينه على متتطلبات الحياة هو ومن يُعيل من افراد اسرته ، ولله الحمد نحن في بلد يكفل القانون للمواطن الحق في الحصول على المساعده من الدولة ، والسلطنة لن تتخلى عن ابنائها مهما صعُبت الامور الإقتصادية ، لان المواطن هو الهدف الاول فوجب توفير له سبل العيش الكريم وهذا من الاولويات التي تسعى اليها السلطنة في كل مجالات الحياة على هذه الارض الطيبة 0
لذلك وجب تبسيط الشروط لكل من يتقدم بطلب المساعده لمعاش الضمان الاجتماعي وتستبعد الشروط التي تقف حجر عثرة امام مساعدة هذا المواطن المحتاج ، وعلينا ان نعلم بأن الحاجه هي التي تجعل هذا المواطن بأن يتقدم بطلب المساعدة ، وعلينا ان ندرك تماماً بأن هذه الفئات المحتاجة من المواطنين أصبحت تعاني معناة كبيرة ، فأذا كان الموظف الذي يتقاضى راتب شهري ثابت يعاني من عدم قدرته لتوفير حاجات ومتطلبات أسرته إلا بشق الانفس ، فما بال من ليس له راتب ولادخل ثابت وعمله باليومية وكل ما يملكه لايفي بمتطلبات حاجته وحاجة من يُعيل.
لذلك نتمنى إعادة النظر في شروط أستحقاق الانتفاع بمعاش الضمان الاجتماعي وذلك من حيث فئة المستحقين واعمارهم ودخلهم ، والنظر إلى متطلبات الحياة وظروفها ، ومدى امكانية رفع سقف معاش الضمان الاجتماعي ليتواكب مع الضروريات المعيشية وتطوراتها ، ونظراً للظروف الصعبة التي يمر بها العديد من المُعيلين للاسر العُمانية من حيث عدد الافراد والالتزامات المالية ، نرى بأن تقدم المساعدة لكل عُماني رجل او أمرأة يتقدم بطلب الحصول على معاش الضمان الاجتماعي وليس له دخل او لم يجد عمل أو غير قادر على العمل او دخله غير كافي له ومن يُعيل من افراد اسرته ، وغير مستفيد من أي نظام تقاعدي يسد حاجته ، وبغض النظرعن مورد دخله مثل (ابنه يعمل او بنته تعمل او يمتلك مزرعة او منحل او تكسي وغيرها من الممتلكات ذات المردود غير الثابت ) ،وذلك للفئات لتالية :
01 الاسرة : وتشمل الاب والام والابناء ،من غير الفئات المشار اليها أدناه .
02 الايتام : من الاولاد والبنات الذين توفى عنهم والدهم ، الولد حتى يعمل والبنت حتى تعمل او تتزوج ، وتستفيد من النظام اذا كان زوجها من اصحاب الدخل المحدود .
03 الارملة : كل أمرأة لم تبلغ الستين من عمرها وتوفى عنها زوجها وبقيت بدون زواج ، وأذا تزوجت تستفيد من النظام اذا كان زوجها من اصحاب الدخل المحدود .
04 المطلقة : كل أمرأة طلقها زوجها ولم تبلغ الستين من عمرها ولم تتزوج بعد ، واذا تزوجت تستفيد من النظام اذا كان زوجها من اصحاب الدخل المحدود .
05 المهجورة : كل أمرأة يهجرها زوجها لمكان يتعذر الاتصال به لمدة ثلاثة شهور وتعذر الوصول اليه .
06 البنت غير المتزوجة : هي البنت التي تجاوزت 18 سنه ولم تبلغ الستين من عمرها ولم يسبق لها الزواج.
07 الشيخوخة: كل ذكر او انثى بلغ الستين من عمره ولايتقاضى معاش تقاعدي يسد حاجته وليس له مردود مالي كاف ، يمنح المساعدة بغض النظر يوجد له مُعيل من عدمه .
08 أسرة السجين : هي الاسرة التي ادخل عائلها السجن لمدة تتجاوز 3 شهور ويتوقف مصدر رزقها ، وليس لها مورد كاف للرزق ، تمنح المساعدة من الشهر الاول ، ويستمر حتى تتوفر لها العيش الكريم وتعود الحالة إلى ماكانت عليه .
09 العاجزون : ذكراو أنثى لم يبلغ الستين من عمره ، ويثبت بالفحص الطبي أنه غير قادر على القيام بعمل او مصاب بأمراض او إعاقته مستديمة.
إن متطلبات الحياة أصبحت صعبة وتزداد صعوبة يوماً بعد يوم نظراً لارتفاع الاسعار والحاجات الاسرية المختلفة، أن المواطن العُماني يتأمل الخير نحو الرقي والتقدم لما تعيشه عُمان من تطور كبير في جميع المجالات والتخصصات ، ومن عاش على أرض عُمان عاش أمناً مستقراً مطمئنأً ، أن المستفيدين من خدمة معاش الضمان الاجتماعي والمحتاجين لمعاش الضمان الاجتماعي يتطلعون الى هذه العهد الزاهر بأن تتحسن أوضاعهم المعيشية ، لما تشهده نهضة عُمان المتجددة من تطورات كبيرة متسارعة في كل مجالات الحياة المختلفة ، ونسأل الله العلي القدير أن يجعل عُمان دائماً في خير وتقدم وأزدهار ، تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه االله ورعاه 0