الصحوة – عمر المعني
تعيد الأيام نفسها مرة أخرى، حيث يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام على نفس وتيرة العام الماضي، حيث أننا سوف نستقبل هذا الضيف ألا وهو شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران، شهر إكثار العبادة ونحن في أزمة انتشار فيروس كورونا حيث آل الحال إلى إغلاق المساجد، ومنع التجمعات الأسرية والمجتمعية في ظل تفشي هذه الجائحة في أوساط المجتمع، مما وجب علينا التعامل مع شهر رمضان المبارك وفيروس كورونا على نحو استثنائي، داخل حدود العائلة أو في نطاقها.
ومع اقتراب الشهر الفضيل وفي ظل تفشي فيروس كورونا فإن النفوس تشتاق إلى عبادة الله في بيته والانقطاع مع الله في المساجد عبادة وذكرا، حيث أن كل الآمال موجهة إلى تخفيف القيود والعودة للصلاة في المساجد لما في ذلك من روحانية بين العبد وربه. فهذه الروحانيات التي تقرب العبد من ربه، مثل إكثار العبادة وقراءة القرآن الكريم لطالما كانت لها عبقها الخاص وهي تؤدى في المساجد بين جموع المصلين الساعين إلى استغلال الشهر الكريم الاستغلال الأمثل.
وعلى النطاق الأسري والتجمعات الأسرية فقد أبى هذا الفيروس إلا أن يكون رادعا لها، حيث منعت لقاءات الأخوة والحب والرحمة بين الناس في هذا الشهر الفضيل، ولكن قد يفيد ذلك في مراجعة النفس ليس على المستوى الفردي فقط وإنما يتعداه إلى المستوى المجتمعي والمستوى الإنساني، فالشريعة الإسلامية تهدف إلى التفكير في الآخرين والتفكر في ظروفهم واستثمار هذه النفحات كونها بيئة خصبة لتقوية جوانب الرحمة بين الناس.
إن من الواجب علينا تكثيف الدعوة من أجل استثمار هذا الشهر وهذا المد الروحاني الذي سوف نعيشه في كنف الشهر الفضيل وذلك من أجل تقوية المسلم لأواصر دينه وعلاقته الربانية، فوجب عليه التعاطف والتسامح لإبراز شخصية المسلم. والابتعاد عن التصرفات الخاطئة التي هي منتشرة بصورة كبيرة في أوساط المجتمع مثل الإسراف في الأطعمة وهذا ما هو منتشر بشكل كبير وهو مفهوم خاطئ يرتبط بشهر رمضان، حيث أن العديد من العائلات تكثر من الأطباق في شهر رمضان بكميات كبيرة دون طائل لها لما في ذلك من إسراف وهدر للطعام.
يأتي رمضان هذا العام على غرار العام الماضي، ولكن لا يعد الحال الذي يأتي به رمضان بالمصيبة الكبرى، ولكن ما علينا التفكير به هو كيف سوف نتعامل مع شهر رمضان في ظل هذه الظروف وكيف سنقوم باستثمار أيام هذا الشهر واستغلالها الاستغلال الأمثل.