الصحوة – يمتلك الشباب العماني قدرات هائلة تؤهله للتخصص في مختلف المجالات وإبراز دوره بشكل فعال بما يخدم نفسه والمجتمع، فيسعى لتقديم ما يقدر عليه كنوع من رد الجميل لتراب هذا الوطن الغالي، ومن هؤلاء الشباب الذين نعتز بهم الدكتورة سناء بنت ساعد الزهيبية استشاري أول طب وجراحة عيون الأطفال والحول وأمراض العين الوراثية مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة مركز السناء التخصصي للعيون، أجرت صحيفة “الصحوة” حوارا مع الدكتورة سناء لتسليط الضوء على سعيها لإنشاء مركز السناء التخصصي للعيون:
–كيف كانت بدايتك في فكرة إنشاء المركز؟
كانت بداية الفكرة في عام 2018 عندما كنت أعمل بنظام العمل الجزئي في أحد المراكز المعروفة في طب وجراحة العيون، فلقد لمست حينها حاجة المجتمع العماني إلى مركز متخصص لعلاج عيون الأطفال والحول والأمراض الوراثية للعين. في ذلك الوقت كان هناك أطباء عيون للأطفال غير عمانيين في عدة مراكز لطب وجراحة العيون وتدار تلك المراكز من قبل إدارات غير عمانية. فمن هذا المنطلق فكرت بإنشاء هذا المركز بحيث يدار المركز بإدارة عمانية خالصة ويكون أغلب الكوادر الطبية والطبية المساندة من العمانيين. ومع دراسة السوق وإعداد دراسة جدوى للمشروع قمت بإضافة تخصصات أخرى منها طب وجراحة الجزء الأمامي للعين والقرنية والنزول الأبيض وأمراض الشبكية والجسم الزجاجي للعين. وأطمح لإضافة المزيد من التخصصات في المستقبل القريب حسب الخطة التدرجية للمشروع.
والحمد لله تم الافتتاح في شهر أكتوبر 2020 ويحظى المركز بسمعة جيدة جدا ونال على رضا المراجعين بالخدمات المقدمة
–ما هي الخدمات التي يقدمها المركز؟
يوفر مركز السناء التخصصي للعيون لعملائه علاج مجموعة واسعة من أمراض العيون وفحص الرؤية وانكسارها ووصفات النظارات والعدسات اللاصقة، استشارة وعلاج لأمراض العيون عامة، وأمراض الشبكية الطبية المختلفة واستشارة وعلاج أمراض العيون المختلفة للأطفال واستشارة طبية وعلاجية جراحية للحول عند البالغين والأطفال، وأيضا يقدم الاستشارة في أمراض العيون الوراثية وتقديم العلاج في بعض الحالات، وفحص اعتلال الشبكية للأطفال الخدج.
–ما هي الفئات الذي يستهدفها مركز السناء التخصصي للعيون؟
كون المركز يشمل علاج عيون الأطفال والكبار فهو يستهدف جميع الفئات العمرية، ذكورا وأناثا، ممن يعانون من مشاكل صحية خاصة بالعيون.
–ما هي رؤية ورسالة مركز السناء التخصصي للعيون؟
رسالتنا هي تقديم أفضل الخدمات الصحية الشاملة في طب وجراحة العيون من خلال فريق طبي متكامل ومؤهل تأهيلاً عالياً وباستخدام أجهزة ومعدات طبية حديثة وتقنيات متقدمة ومتطورة مع الالتزام بالمهنية العالية والتعليم والتطوير المستمر وبالطبع تقديم خدمة مجتمعية عن طريق رفع الوعي الصحي المجتمعي بأمراض العيون أما بالنسبة لرؤيتنا فهي أن يكون مركز السناء التخصصي للعيون مركزًا متميزًا في السلطنة عن طريق توفير رعاية صحية شاملة وعالية المستوى وفق أعلى معايير الجودة والاعتماد الدولي
–هل يقوم المركز بإجراء عمليات جراحية؟
نعم نقوم بإجراء عمليات جراحية سواءً كانت صغرى أو كبرى، كمرحلة أولية نقوم بفحص شامل للعين وإجراء الليزر العلاجي لشبكية العين للأطفال وعمليات الحبوب الجفنية والتي سيتم إجراؤها تحت التخدير الموضعي في المركز وستكون مقتصرة كمرحلة أولى على الحبوب الجفنية، الظفرة، إزالة الرموش، توسيع وحقن القنوات الدمعية، تركيب المقابس للقنوات الدمعية، إزالة الغرز القرنية وخزعة الملتحمة وأم العمليات الكبرى فتكون تحت التخدير العام بالاتفاق مع مستشفى مزود بغرف ومرافق مهيأة للعمليات الرئيسية، وستشمل عمليات الحول للأطفال والبالغين، وفحص انسداد القناة الانفية الدمعية ،أيضا تركيب المقابس للقنوات الدمعية، وإزالة الغرز القرنية وخزعة الملتحمة على حسب ما تدّعيه الحالة المرضية.
–ما هي التحديات التي واجهتها لافتتاح المركز؟
هناك الكثير من التحديات التي واجهتها بدأ من بداية فكرة المشروع كوني طبيبة أكلينيكية لا أفقه كثيرا في مجال ريادة الأعمال فمنذ البداية بدأت بثقيف نفسي في هذا الجانب من خلال دخول دورات إلكترونية وقراءة العديد من التجارب لرواد الأعمال في مجالات مختلفة سواءً كانت الطبية أو غير الطبية وتعلمت أن الخوض في مجال الأعمال هو الاستعداد للمخاطر المدروسة في كثير من خطوات المشروع، كما أن المخاطرة في عالم الأعمال هي ألا نخاطر. كما تعلمت أن الأخطاء هي التي تزود الشخص بخبرة في هذا المجال عن طريق أخذ الدروس والعبر منها.
ولقد حظيت بالنصح والإرشاد من زملاء أطباء عمانيين بدأوا بمشاريع طبية منها المختص بالعيون ومنها المختص بأفرع الطب الأخرى وهم الآن متميزين في مشاريعهم ومع هذا التشجيع كبير منهم، كما لا أنكر دور زوجي والعائلة والأصدقاء المقربين في تشجيعي بالاتجاه قدما في هذا المشروع.
كما جاء توقيت إنشاء المشروع تزامنا مع الأزمة الاقتصادية العالمية (كوفيد19) وجائحة فيروس كورونا والذي أدى إلى تأخير افتتاح المركز أكثر من 9 أشهر.
ومن التحديات الأخرى هي اختيار مكان المركز وتحديد التخصصات والفئات المستهدفة ودراسة احتياج السوق وخطوات تسجيل المشروع والإجراءات المتبعة لوزارة الصحة والوزارات الأخرى وأخيرا شراء الأجهزة والمعدات اللازمة.
–هل أثرت الجائحة على سير عمل المركز وكيف كانت طريقة تلافيكم لهذا التأثير؟
من المعلوم أن تأثير جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) شمل كافة أنحاء العالم وأثرت بالاقتصاد العالمي تأثيرا سلبيا لم يشهده لقرون عديدة. ونحن لسنا بمنأى من تأثير هذه الجائحة علينا، فكما قلت مسبقا أن افتتاح هذا المركز تأجل لأكثر من 9 أشهر، كما ترتب على ذلك عدم القدرة على شراء الكثير من الأجهزة وتأخر توريدها، كما أثرت هذه الجائحة على اختيارنا لبعض الموظفين الأجانب (وهم قلة). ولا شك أن وجود الحظر إلى ساعات معينة من اليوم أدى إلى تغيير ساعات العمل والتي في بعض الأحيان لا تكون ملائمة للمراجعين مما أدى إلى انخفاض في عددهم خاصة في أيام شهر رمضان الفضيل. لكنا بفضل الله استطعنا تخطي بعض هذه التأثيرات وإيجاد حلول وسطية لها لتقليل الخسائر المادية المترتبة.
–هل هناك فكرة للتوسع أو فتح أفرع أخرى؟
لا شك أن هناك فكرة توسع للمركز ليشمل تخصصات أخرى في مجال طب وجراحة العيون وزيادة أعداد الكوادر الطبية والطبية المساندة، من أطباء عيون الاختصاصيون منهم والاستشاريون وممرضين وفني إبصار وموظفي الإدارة. ويسعى المركز أن تكون هذه الكوادر من العمانيين. أما فكرة فتح أفرع أخرى لمركز السناء التخصصي للعيون في مناطق السلطنة الأخرى فهي فكرة حاضرة ولكن مؤجلة حاليا.