الصحوة – عمر المعني
يُبدع الشباب العماني في مختلف المجالات التي يخوض فيها، سواءً كان في المجال الأدبي أو المجال الفني أو غيره من المجالات، كما يتمتع الشباب بالحس الفني والإبداعي الذي يؤهلهم لممارسة مختلف الفنون، من الرسم أو النحت أو الخط. ومن هذا المنطلق التقت صحيفة الصحوة العمانية بالفنان محمد المالكي وهو طالب في الجامعة التقنية بإبراء، حيث اتخذ من الخط ملاذا لفنه فأصبحت علاقته بالخط كعلاقة الروح بالجسد.
فقد كان يمارس الكتابة منذ الطفولة ولكن الإصرار هو من دفع محمد للوصول إلى ما هو عليه الآن. فقد كانت الانطلاقة من المرحلة الثانوية، حيث قام محمد بتقليد الخطاطين ومحاولته من جعل خطه شبيه بخط الخطاط الذي كان يقلده. بدأ محمد في كتابة الخواطر واتخذ من وسائل التواصل الاجتماعي بيئة له لنشر أعماله، وقد لاقى القبول من المجتمع فقاموا بتشجيعه للاستمرار في هذه الموهبة.
كان محمد دؤوب على نفسه، فلم يلجئ لدورات الخط أو يتلقى التعليم من أحد، فقد كان يعمل لنفسه بنفسه، يكتشف الأخطاء من أجل عدم تكرارها، ويستنبط القواعد من أجل الخروج بلوحة فنية رائعة. أتقن محمد المالكي الخط الديواني وخط الرقعة في آن واحد حيث كان يجد فيهما الإلهام.
أبدع محمد في الكتابة على الفخار واللوحات والجدران والبرواز والأكياس الورقية وغيرها من الخامات والأخشاب، من خلال عدة وسائل يتخذها محمد سبيلا لإعانته على الكتابة مثل أقلام الخط العادية والأقلام كبيرة الحجم للكتابة بها على اللوحات والجدران وقلم الخشب أو القصب.
وبحديث محمد عن أبرز الصعوبات التي كانت تواجهه، هي عدم المقدرة على شراء بعض الأدوات والعدة المطلوبة التي من شأنها أن تعينه بشكل أكبر للإبداع في مجال الخط ولتلبية طلبات الزبائن نظرا لتكلفتها العالية، كما يرى محمد المالكي أن الدعم للمشاريع الصغيرة من قبل مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي شبه منعدم.
اتخذ الفنان محمد المالكي من وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام وبرنامج الإنستجرام بشكل خاص بيئة لنشر أعماله الفنية في مجال الخط وذلك من أجل إبراز هذه الموهبة التي يرى بها محمد نفسه في المستقبل صاحب محل يختص بالكتابة والخطوط ومعدات الخط العربي والكتابة باليد على الأشياء.