الصحوة – أثير الندابية
هل سمعت عن قصة المواطنة “شريفة” التي توفيت مع أبنائها السبعة ليلة الأمس في حريق ألتهم منزلهم بالكامل؟!، هكذا وصلتني الرسالة في أكثر من “جروب بالواتساب” وكنت في كل مرة تصلني الرسالة أسأل المرسل عن التفاصيل فتأتي الإجابة: (والله ما أعرف قصتها بس وصلتني الرسالة كذا وحولتها لكم في الجروب).
إذاً (لا تفاصيل) عن الأم شريفة التي توفيت مع أبناءها السبعة، على الرغم من أن الرسالة قد انتشرت كالنار في الهشيم في كل المجموعات بالواتساب، وهناك أيضا هشتاج (#شريفةوأبناءهاالسبعة) وقد تصدر قائمة الأكثر تداولا في البلد، والبعض يدعوا الجهات المختصة للتحقيق الفوري والعاجل في الموضوع وآخرين يناشدون الجهات المختصة بتشريح الجثث، ومنهم من بدأ يتواصل مع منظمات حقوق الإنسان خارج البلد لأجل إنصاف هذه العائلة المسكينة التي التهمتها النيران ليلة الأمس.
ولكن النار الحقيقية هي تلك التي أشتعلت عبر منصات التواصل الاجتماعي وتطبيق “الواتس”، وبدأت الرسائل تتداول بين الناس دون أن يتيقن أحدهم أو يتأكد من الخبر، فقط الجميع يقوم بنقل الخبر كما وصله حرفياً إلى المجموعات التي لديه في الواتس، وعبر منصات التواصل الاجتماعي، حتى وقع الجميع في فخ نشر الشائعات والكذب والمبالغة في نقل الأخبار دون تيقن أو تأكد أو تحري.
وشريفة وأبنائها السبعة ما هي إلا قصة خيالية لتبين للناس أن أكثر ما يتم نشره وتداوله اليوم بينهم مبالغ فيه إن لم يكن كذباً وزوراً، وعلى الإنسان أن يتبين ذلك ويبعد عن كل هذه المهاترات وأن لا يُلقي بنفسه في مثل هذه المواقف السخيفة.