الصحوة – عواطف السعدية
العشر الأواخر من رمضان لها مزاياها وفضائلها العظيمة كونها ليال لا تتكرر الا بالعام مرة واحدة وبها الأجور تتضاعف .. والحسنات تتناثر .. وقد كان رسولنا الكريم – صلوات عليه وسلامه – أكثر ما يتعبد بهذه الأيام المباركات لما لها من الأثر العظيم بالنفس، فقد نزلت بها ليلة القدر خير من ألف شهر .
فينبغي على المسلم الاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم) فإنه هو الأسوة والقدوة والجِدّ والاجتهاد في عبادة الله وألا يضيّع ساعات هذه الأيام والليالي، فإن المرء لا يدري لعله لا يدركها مرة أخرى باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات.. والموت الذي هو نازل بكل امرئ إذا جاء أجله وانتهى عمره حينئذ يندم حيث لا ينفع الندم.
فما أعظمها من ليال وأيام مباركة، كما جاء في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:(من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه) وذلك بصدق وعد الله بالثواب والأجر.
ونحن مقبلون على هذه الأيام علينا أن نُشٌمر ونستعد لإغتنام كل ساعة تمر علينا بكثرة العبادات والطاعات والصدقات واقتداء برسولنا الكريم، حيث ثبت عنه – صلوات الله وسلامه عليه – أنه (كان أجود الناسِ بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان).
تلاوة القرآن وتدبر آياته والمحافظة على ختمه برمضان من أحب الأعمال التي كان يحرص عليها (صلى الله عليه وسلم).
الاعتكاف : الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان يبدأ منذ اليوم العشرين من الشهر قُبيل غروب شمسه، أي ليلة الحادي والعشرين، وقد استدلّ بما ورد في السنّة النبويّة، من حديث عائشة -رضي الله عنها – إذ قالت: (كانَ النَّبيُّ – صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ – يعتَكفُ في العشرِ الأواخر والعشر تبدأ بغروب شمس ليلة الحادي والعشرين) ، أمّا ما رُوي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بأنّ الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان يبدأ بعد صلاة فجر اليوم الحادي والعشرين.
أخي المسلم ..أختي المسلمة:
لا تُلهيكم ملذات الحياة عن الذكر والطاعة وبذل الجهد بأعمال الخير في شهر الخير ..وليلة القدر العظيمة التي تعادل عمرا كاملا ..شمروا سواعدكم وأقبلوا إلى خالقكم واشكروا نعمته وفضله وتذكروا رحماته وهو بكم عليم وخبير، انفقوا اموالكم وصدقاتكم ويسٌروا على كل مُعسر فما نقص مال من صدقة بل أتاك مقابل ما انفقت أضعاف مضاعفة.
اللهم بلغنا صيام ما تبقى وارزقنا القبول وجنة الرضوان واغفر لنا وارحمنا وطهرنا من ذنوبنا واعف عنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنك عفو كريم تُحب العفو فاعف عنا.
وصلِ اللهم على سيدنا محمد النبي الهادي الأمين وسلم تسليما كثيرا.