الصحوة-مصعب التويجري
تعتبر شجرة النخيل من أكثر الاشجار انتشاراً في السلطنة حيث تغطي هذه الشجرة مساحات كبيرة في بلادنا عُمان وذلك لأن هذه الشجرة تتناسب مع أجواءنا الحارة وتتحمل الظروف الصعبة، ارتبط اسم العمُانيين بالنخلة منذُ القدم حيث كانت النخلة ولا زالت الشجرة الأولى والأهم في عمُان وتعد رمزاً من رموز الكرم عند العمُانيون، وتنتج شجرة النخيل حوالي 300 طن من التمور سنوياً وفق احصائيات رسمية وتبلغ قيمتها السوقية 50 مليون ريال عمُاني،ويوجد في السلطنة ما يقارب 8 ملايين نخلة.
هنالك الكثير من الحرف والعادات والتقاليد العمُانية التي ترتبط بهذه الشجرة العظيمة ومن أهمها “التبسيل” وتعد هذه الحرفة من الحرف العمُانية الأصيلة التي حرص عليها المزارعون العمُانيون منذُ القدم إلى يومنا هذا ويعد التبسيل وسيلة لحفظ ثمار النخيل الأصفر ولايتم تبسيل الأصناف الحمراء من التمور وهنالك أصناف من التمور يتم تبسيلها مثل المبسلي و أبو نارنجة وأيضاً المدلوكي.
حيث يعمل العمُانيون بوضع البسر وهي المرحلة التي تأتي قبل أن يصبح بما يسمى الرطب على مراجل معبأة بالمياه و إشعال النار تحتها حتى تنضج وبعد ذلك يتم تنشيف المياه ويتم نقلها إلى مكان مفتوح تحت أشعة الشمس يطلق عليها المسطاح وهو المكان التي توضع به البسور حتى تجف ثم يتم تكييسها في أكياس تم صنعها من الخيش، وتجتمع العائلات العمانية في الصباح الباكر في مزارع النخيل لجداد الثمار وبعدها يتم فصله عن العذوق وبعدها يتم نقلها إلى “التراكب” وهو مكان مخصص لإشعال النار التي يتم وضع المراجل عليها، و لا زال العُمانيون يمارسون هذه الحرفة وتعمل هذه الحرفة على زيادة التكاتف والتعاون بين أهل القرى.