الصحوة – مشعل الصبحي
تكتسب السياحة الداخلية أهمية كبيرة لتنشيط العجلة التجارية لمختلف القطاعات في السوق المحلي، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على ما تقوم به كثير من دول العالم بالاجتهاد في تطوير مواقعها السياحية الطبيعية، من أجل جذب أعداد كبيرة من الزوار إليها نظرًا لما تشكله من مردود مادي كبير على اقتصاداتها.
وسلطنة عمان كما يعلم الجميع تتمتع بمقومات سياحية، وتباين الطقس فيها من محافظة إلى أخرى، وتنوع بيولوجي ساحر، ووجود طبيعة خلابة فنجد الجبال الخضراء والرمال الذهبية والواحات الجميلة، والشواطئ الجميلة التي تساعد على الاسترخاء.
ويعتبر شاطئ بر الحكمان من أهم المواقع السياحية في سلطنة عمان، وهو عبارة عن شبه جزيرة تشغل مساحة كبيرة من الأراضي المحمية التي تبلغ ما يقارب 2621كم مربع.
ويبعد شاطئ بر الحكمان عن محافظة مسقط حوالي 450 كيلو متر، حيث يمكن الوصول إليه من ولاية الدقم باتجاه ولاية محوت، وتستغرق الرحلة ما يقارب ساعتين بحوالي (165 كيلو متر عن الدقم).
وتضم شبه جزيرة بر الحكمان الكثير من السهول الساحلية والداخلية المكونة من الملح (السبخة)، وبعض البحيرات المالحة التي تتمتع بطبيعة جيولوجية فريدة، كما تضم سبخة شاسعة من ترسبات مكونة من الملح والغريق والرمل التي تجمعت بسبب الفيضانات، وتمتد هذه السبخة حوالي 29 كيلو متر في بحر العرب جنوب شرق ولاية محوت، وفي بعض الأحيان عند حدوث المدّ تتجاوز مياه البحر بضعة أمتار الأمر الذي يخلّف بحيرات ضحلة من الممكن أن تتبخر سريعاً في فصل الصيف، وينتج عن هذا التبخر ترسبات من الملح تصلح للاستخدام التجاري لمختلف الاستخدامات.
وقد أجرى باحثون من جامعة السلطان قابوس والمعهد الملكي الهولندي للبحوث البحرية دراسة عن المسطحات الطينية في محمية بر الحكمان التي وجدوا أنها موطنًا لما يقارب ثلاثين نوعًا من سرطان البحر، وتعد محمية الأراضي الرطبة في بر الحكمان مقصد طبيعي ووطني وكذلك إقليمي وذلك لتمتعها بالبيئة التي تعد موطنا لكثير من أنواع الطيور، حيث تنصف هذه المحمية ضمن 25 موقع لكثير من أنواع للطيور المهاجرة في فصل الشتاء، كما تضم المحمية الكثير من الغابات وأشجار القرم، كما يمكن الاستمتاع بالمنطقة في التخييم على شاطئ البحر صيفًا وشتاء ومشاهدة مختلف الأسراب من الطيور عند شروق الشمس وغروبها