كتبت – ترياء البنا
بات قضاء العيد داخل المنزل أمرا محتمًا، في ظل القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا، وما تتضمنه من اجراءات احترازية، حفاظا على السلامة العامة.
وضع استثنائي لم نعتده نحن كمسلمين، حيث يعد عيد الأضحى بالنسبة لنا يوما مهما، لما يتضمنه من شعائر دينية ارتبطت بها أذهاننا وحافظنا عليها جيلا بعد جيل منذ بداية الإسلام، خاصة صلاة العيد في المساجد، والتي حرمنا منها بسبب الجائحة.
قد نخضع للأمر الواقع، وسط ما يعانيه العالم كله جراء تلك الجائحة التي تحصد الأرواح حصدا، ولكننا بالتأكيد سنواجه أمرا أكثر أهمية، كيف نتعامل مع أبنائنا؟ وكيف يقتنع الصغير بأن عليه البقاء داخل المنزل لثلاثة أيام، كانت تمثل له حتى العام الماضي أيام اللعب والتنزه والخروج والاحتفال؟ وكيف يمكننا عبور هذه الأيام بسلام نفسي للأطفال؟.
بداية، علينا أن نجيب عن جميع أسئلة الأطفال، ولا نهمل الرد عليها وإقناعهم بشرح الظروف الحرجة التي يمر بها العالم، وذكر بعض الوفيات للطفل وأنها بسبب كورونا، والحل الأمثل لنبقى سالمين نحن ومن نحب، هو البقاء في المنزل.
ولكن كيف يمكن أن يمر اليوم الأول؟، بالطبع الاستيقاظ مبكرا كالعادة في هذا اليوم، وإقامة صلاة العيد مع العائلة كشيء جديد، لم يحدث قبل وبمشاركة الأطفال، ما يمنحهم شعورا جيدا، ثم إعداد طعام الأفطار، ويحبذ إشراك الأطفال في ذلك، مع الوضع في الاعتبار عمل الأطباق التي يفضلونها.
بعد ذلك يمكن الاستمتاع بالوقت في جو عائلي، كمشاهدة المسلسلات والبرامج التليفزيونية، وحبذا لو اعطينا الأطفال بعض الاهتمام بمشاركتهم المسلسلات والبرامج المخصصة لهم.
كما يمكن أيضا مشاركتهم اللعب ببعض الحركات الرياضية، كالقفز وألعاب الفيديو التي تتضمن الحركة، كما يمكن أيضا أن نسمح لأبنائنا بإظهار إبداعاتهم داخل المنزل ببعض الأشياء البسيطة، مثل إعادة ترتيب حجراتهم بشكل أفضل، وكذلك كيف يمكنهم تغيير ديكور المنزل ، والاستماع إلى آرائهم.
كما يمكن للأم أن تقوم وبمساعدة الأطفال بصنع الحلويات والآيس كريم والمثلجات، وكل ما يفضله الأطفال، وهذا سيعزز من شعورهم بروح الأسرة والمودة والمشاركة الفاعلة، وبذلك، وإلى جانب بعض الأشياء الصغيرة، قد يجد الأطفال هذه الأوقات أكثر مرحا من ذي قبل، حتى يأذن الله تعالى برفع هذا البلاء والوباء عن العالم، لتعود الحياة إلى طبيعتها.