الصحوة – محمـد بن خميس الحسني
يا سبحان الله فيما نلاحظه في وقتنا الحالي تجد الزوجان قبل زواجهما و عند بداية مشوار حياتهم الزوجية ملاك، زوج وزوجة متحابان حبًا جمًا ومتفقان على كل شئ والذي يراهم في ذلك الوقت لا يصدق بتاتًا أن مصيرهم سيكون الطلاق.
والطلاق صار عند بعضهم مثل شربة ماء فهناك من الأزواج لا يلبثان أشهر معدودة إلا والطلاق فرق بينهما على الرغم من الحب المثالي والذي ربما صار فيه تعهد بينهما قبل الزواج أن لا يفترقا.
فما الذي حدث بعد ذلك وما هذا الذي يحدث؟
ولو بحثنا في أسباب الطلاق نجد أن بعضها أسباب تافهة وبسيطة وهناك أسباب قوية تدفع أحدهما على الطلاق كسبب عدم الإنجاب لفترة طويلة وسوء التصرف من قبل أحدهما بعد الزواج فلا يستطيعا أن يديرا شؤونهما الزوجية.
هناك من يقول أن من الأسباب المؤدية للطلاق سوء إختيار الشريك المناسب ولكن قد يكون هذا بالفعل سبب إذا كان الإختيار عن طريق الأسرة ولكن بعض حالات الطلاق الحادثة الحين تحدث عن طريق زواج يحمل مودة وحب وتفاهم بين الإثنين، وهنا من الصعوبة إيجاد الحل والتدخل لكي لا يصل الموضوع للفراق لأنه يحدث سريعا أثناء مواقف حدثت بينهما قد تكون متكررة لمرتين وثلاث وبعدها مباشرة يتطلقان، حتى خبر الطلاق يكون في البداية سري بينهما لا يخبرا أحدًا من أسرتهم إلا بعد إستلام ورقة الطلاق.
قال تعالى ( لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ) صدق الله العظيم.
ما يثير إستغراب حقًا في بعض أسباب حالات الطلاق التي تكاد لا تحسب على إنها سببًا وما يزيدني تعجب وإستغراب وأسفي حقًا إصرار الزوجة على الطلاق خاصة إذا كانت تلك الأسباب لا تدعو لحدوثه ويمكن حله من خلال تدخل أحد من أفراد الأسرة أو مراجعة أنفسهم جيدا والجلوس مرات عدة للحوار والتفاهم ولا أدري لماذا ذلك الإصرار من قبل الزوجة وهي تدرك جيدًا أن المطلقة في مجتمعنا ينظر لها نظرة خاصة تجعلها معقدة نفسيا.
إن حدوث الطلاق لزوجين ليس لديهما أبناء ليس أمرًا سهلًا كما يتوقع البعض فهي تعتبر مرحلة تخلف عددا من الأضرار لهم ولأسرتهم في شتى مجالات حياتهما وقد يتكرر أمر الطلاق لكليهما في المرحلة الجديدة من الزواج، يجب عليهم بعد مرحلة الفراق أن يقفا على الأسباب التي أدت لحدوثه وتقييم الوضع من جميع الجوانب.
نعم نعترف أن بعض حالات الطلاق الزوجة لا تكون سببًا فيه وإنما من تصرفات ومواقف الزوج المتكررة وبعضهم يتعمد في التمادي في تصرفاته المشينة بحجة أن الزوجة لديها أولاد ولابد أن تتحمل وتصبر وان تتجرع الآلالم في سبيل المحافظة على أسرتها في المقابل هناك من لا تصبر على تلك الموجات المتتالية من السلوكيات السيئة التي بها تعب نفسي ويخلف لها أمراض متعددة يصعب علاجها.
إن حدوث الفراق بين أي زوجين لديهم أبناء يخلف آثار وأبعاد ومشاكل نفسية واجتماعية ومالية لجميعهم وأكثر المتضررين الأبناء ولو كانوا كبارًا فإفتراق الأبوين أمر في غاية الصعوبة.
همسة صارخة :
علينا كأسرة أن نتبه ونأخذ دروس من حالات الطلاق التي بدأت في تزايد مستمر في مجتمعنا وعلينا كمجتمع أن ننعاون ونتكاتف مع بعضنا البعض في إيجاد الحلول قبل الوصول للطلاق.
فمن الواجب علينا كذلك أن نقف لنثقف مجتمعنا بضرورة الإبتعاد عنه إلا لأسباب قاهرة.
لا نريد أن نحسب حالات الطلاق نسبة وتناسب ولا نقول لا يجب أن يكون هناك أي طلاق، قطعًا لا فالطلاق حل من الحلول المكره والغير محببة والتي تأتي لنهاية مسيرة الحياة الزوجية بين أي زوجين (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق)، وقال عز وجل : ( الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) ﴿٢٢٩ البقرة﴾
مؤشر الطلاق خطير جدا ويجب الإنتباه له ولا يمنع أن تتدخل الأسرة ولو بطريقة غير مباشرة لمنع حالات الطلاق المتكررة وهنا من الواجب في وضعنا الراهن أن يكون الوالدين قريبان جدًا من أبنائهم وبناتهم المتزوجات وبالتالي نضمن تقليل حالات الطلاق.
ولا أقصد بالقرب التدخل المباشر فيما يحدث بينهما، لا طبعا وإنما لا يجعلا مجالًا بينهما لحدوث خصام ومشاكل مستعصية.
alhassani60536@gmail.com