الصحوة – محمد بن سعيد القري
“يونيفرسال وصمة عار سرقة أباريق” “علبة تخزين شهوة” “قطع لحم غنم بشر عمان..” الأطفال مجلس الوزراء ٤ باب” ” العطاء جوز الهند سيريلانكا لكل جهاز كمبيوتر” ” طريقة لولو مواقف سيارات”.
قبل سنوات تعاملنا مع إحدى الشركات لإنجاز كتيب، وكان الاتفاق يقضي أن نزودهم بمواد مكتوبة باللغة الإنجليزية وعليهم ترجمتها إلى العربية، عندما حضرت اللغة العربية تفاجأت بلغة تشوبها أخطاء إملائية و لغوية يمكن لأي متحدث بالعربية أن ينتبه إليها بغض النظر لمستوى تمكنه اللغوي، بل أن بعضها يحتاج إلى إعادة صياغة من جديد.
وعندما تواصلت مع الشركة بهذا الخصوص، وبعد أخذ ورد عرفت أن الذي ترجم من اللغة الإنجليزية إلى العربية هو وافد من إحدى الدول الآسيوية غير الناطقة بالعربية، عندها أدركت السبب.
عند الحديث عن الترجمة وتحدياتها وارتباطها بتعريب المصطلحات الحديثة التي فلتت من أيادينا والتي يدور رحاها بين أوساط المختصين من أهل الترجمة، ومجامع اللغات والمؤسسات المعنية على الرغم من تنظيم المؤتمرات حولها، للخروج بمشروعات جدية من المفترض أن تسابق الزمن في خضم ما يشهده العالم من تقدم وتطور في مختلف العلوم والتقنية الحديثة بمختلف المجالات – وواقع ما يخطط له استراتيجيا و ما نعيشه في رحم تكوين الأحلام حول المحافظة على ما يتبق من حضارة قامت وقدمت للبشرية حظا وافرا في مختلف العلوم، حينها سنرغم على قبول أن الطموحات صعبة المنال وربما بعيدة ومتأخرة جدا لموازاة مسار العلم الحديث وما نقدمه فعليا من بذل في سبيل الإمساك بطرف ركب تعريب المصطلحات وقدرتها على الاختصار كما تفعل اللغة الأخرى.
إن ذلك موضوع كبير ومعقد ويحتاج إلى تحرك على مستوى المؤسسات الحكومية المعنية وتضافر الدول الناطقة بها جميعا.
وقد يطول الحديث عن أهمية اللغة كهوية، والتحديات التي تواجه اللغة من حيث قدرتها على احتواء العلم، وضرورة رعاية منهج متقدم للحصول على النظير المثالي للمصطلحات الحديثة، كذلك أهمية أن يعرف الجيل القادم ماهي لغته وسط ما نشاهده من انفلات الحبل على الغارب في مختلف أوجه الحياة، وواقع التعلم وما يتطلبه سوق العمل، وغيرها الكثير من الموضوعات التي لا تكفي الكتابة عنها في دراسات مطولة لما تحويه من أهمية كبيرة.
كل ذلك سننساه وسندرك أن الموضوع أخطر مما سبق من مقالات المختصين ودراساتهم ومؤتمراتهم ومشروعاتهم، عندما نشاهد لافتات مترجمة من لغة أجنبية إلى اللغة العربية وبالبنط العريض وقد شوهت كل ماله علاقة بالمعنى والتركيب اللغوي، كما شاهدناه في أول المقال، حينها سنرجو أن لا تترجم تلك اللافتات إلى العربية! إن لم تتمكن المؤسسات المعنية من وضع نظام فاعل في هذا الشأن.