الصحوة – تزامنًا مع احتفالات المجتمع الصحي الدولي باليوم العالمي لسلامة المرضى والذي يحتفل به العالم في 17 من سبتمبر في كل عام ، نظمت وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة لمركز ضمان الجودة وبالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية بالسلطنة مؤتمراً علمياً لسلامة المرضى تحت شعار “ولادة في كنف الأمان والاحترام ويسلط الضوء على “ الرعاية الأمنة للأم والوليد”، كموضوع رئيسي نظراً لأهمية هذه الفئة.
رعت المناسبة صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد-مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة وبمشاركة الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط عبر الاتصال المرئي وسعادة جان جبور ممثل منظمة الصحة العالمية بالسلطنة، وعدد من المسؤولين بوزارة الصحة.
وأعرب معالي الدكتور وزير الصحة عن سعادته بالاحتفال باليوم الوطني الرابع واليوم العالمي الثالث لسلامة المرضى، موضحاً أن اليوم الوطني الرابع لأن السلطنة هي من بادرت لمنظمة الصحة العالمية وللعالم أجمع بتخصيص يوم لسلامة المرضى نظرا لأهمية هذا الموضوع ، واحتفلت السلطنة قبل بقية دول العالم إدراكا منها أن سلامة المرضى احدى اولويات القطاع الصحي في كل بلد، مع الاسف على المستوى العالمي ما زال هناك مرضى يتعرضون للإيذاء ليس عمدا أثناء تلقيهم العلاج في المؤسسات الصحية والوفيات تتجاوز 3 ملايين سنويا على المستوى العالمي ، ولكن ولله الحمد في السلطنة منذ تأسيس القطاع الصحي الجودة كانت هي المعيار الأساسي، وتدشين هذا اليوم في العام 2018في سلطنة عمان بعد الاجتماع الوزاري الأول كان له دور فاعل لتقليل المخاطر التي يتعرض لها المرضى والمراجعين في مؤسساتنا الصحية .
وأوضح معاليه بأن السلطنة هي الاولى ايضا في إقليم شرق المتوسط في تطبيق مبادرة المستشفيات الصديقة لسلامة المرضى، الجهد الكبير الذي يقوم به أبنائنا العاملين في المديرية العامة لمركز ضمان االجودة وايضا مركز المتعاون وسلامة المرضى المتعاون مع منظمة الصحة العالمية وهو الأول في منطقة الشرق المتوسط ويستخدم كمرجعية وكمركز لتدريب الكفاءات الصحية من دول الإقليم محل افتخار واعتزاز لنا جميعا.
وألقى الدكتور أحمد المنظري كلمة قال فيها: في كل يوم يموت نحو 810 سيدات ونحو 7000 مولود في جميع أنحاء العالم؛ لأسباب يمكن الوقاية منها تتعلق بالحمل والولادة ويولد نحو مليوني طفل ميت مما يشكّل نسبة 47% من مجموع وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر.
وأضاف إنه من حسن الحظ أن غالبية حالات الإملاص ووفيات الأمهات والمواليد المرتبطة بالحمل والولادة يمكن تفاديها من خلال تقديم رعاية جيدة ومأمونة على يد أخصائيين صحيين مهرة.
أشاد سعادة الدكتور جان جبور بجهود السلطنة على اتخاذ هذه الخطوة الكبيرة في الاعتراف بأهمية سلامة المرضى وتكريس يوم لها، مؤكدا أنه لطالما كانت السلطنة بلداً رائداً في هذا المجال وكانت من البلدان القليلة التي تبنت مبادرة المستشفيات الصديقة لسلامة المرضى تحت إشراف وزارة الصحة، كما بادرت السلطنة في تنفيذ العديد من الأنشطة المتعلقة بسلامة المرضى بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
كما استعرضت الدكتورة قمراء بنت سعيد السريرية المديرة العامة لمركز ضمان الجودة بوزارة الصحة مسيرة سلامة المرضى بالسلطنة ، حيث ذكرت السريرية أنه تم تخصيص شهر سبتمبر كشهر توعوي مختص بسلامة المرضى ، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي لسلامة المرضى الذي يصادف السابع عشر من سبتمبر ، السلطنة تحتفل حاليا باليوم الوطني الرابع الذي سبقت فيه دول العالم منذ العام 2018 ، أيضا تم تسليط الضوء على أهمية وجود بيئة بحثية مختصة بالجودة وذلك من خلال إعلان الجائزة الوطنية لسلامة المرضى لعام 2021 للعام الثاني على التوالي والتي تعزز منظومة الجودة و المأمونية في تقديم الخدمات الصحية في السلطنة، والمنظومة الصحية يجب أن تكون مستدة ومبنية على قاعدة صلبة من البيانات والبحوث الصحية، هنالك اهتمام من وزارة الصحة بالجانب البحثي المتعلق بتعزيزي جودة الخدمات الصحية وخصوصا فيما يتعلق بسلامة المرضى ، وهذا ايضا يحفز العاملين الصحيين خصوصا المؤهلين في مجال البحوث لتشجيع البيئة البحثية وتقديم جميع بما يتناسب مع معايير سلامة المرضى لتحقيق منظومة صحية ذات جودة ومأمونية عالية.
كما قدم الدكتور سعيد بن حارب اللمكي المدير العام للرعاية الأولية بوزارة الصحة موضوعا حول الرعاية الامنة للام والوليد حيث قال: أنه على مدار السنوات، نفذت وزارة الصحة العديد من التدخلات لتحسين صحة الأطفال حديثي الولادة في السلطنة؛ بما في ذلك رعاية الأطفال حديثي الولادة وفحص حديثي الولادة والتحصين وتدريب مقدمي الرعاية الصحية على إنعاش حديثي الولادة بحيث انعكس تأثير التدخلات مع غيرها في الحد من وفيات الأطفال، حيث انخفض معدل وفيات الرضع من 103 في عام 1975 إلى 7.6 لكل 1000 مولود حي في عام 2020م ، محققاً انخفاض بنسبة أكثر من 90٪، كما انخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 149 إلى 9.3 لكل 1000 مولود حي في نفس الفترة، في حين انخفض معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة من 12.1 (لكل 1000 مولود حي) في عام 2000 إلى 5.4 (لكل 1000 مولود حي) في عام 2020.
وتابع: أنه لضمان تقديم الخدمة بأعلى مستوى من الجودة، تتم مراجعة كل حالة وفاة نفاسية على المستويات المؤسسية والإقليمية والوطنية من أجل تحديد الثغرات في تقديم الخدمة أو الكفاءة، ولتحقيق ضمان جودة الخدمات المقدمة سواء كانت صحة الأم أو رعاية المواليد في مؤسسات وزارة الصحة، فقد تم تطوير العديد من الإرشادات والنماذج التدريبية بحيث تتم مراجعتها باستمرار من أجل توحيد الخدمات المقدمة ومواكبة أحدث التطورات في هذا المجال.
وتطرق البروفيسور راشد بن خلفان العبري – مدير المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية في مجال الجودة وسلامة المرضىلأهداف اليوم العالمي الثالث لسلامة المرضى حيث قال عن احتفال السلطنة بهذا اليوم العالمي الذي يسلط الضوء على سلامة الأم والوليد يعد من الخطوات الإيجابية في هذا المجال من خلال تطبيق بعض الإجراءات التي نزيد من حماية المرأة والطفل، وبعض الخطط والاستراتيجيات التي تأخذ في المستقبل بعين الاعتبار حماية الطفل وسلامة المرضى.
وقدمت الأستاذة أمينة بنت خلف المعمرية، اخصائية الطفولة المبكرة بوزارة التنمية الاجتماعية لمحة تاريخية حول اتفاقية حقوق الطفل في سلطنة عمان والقوانين والتشريعات و الأدلة والمعايير الوطنية في مجال حماية الطفل .
تلى ذلك إعلان عن اسماء الفائزين بالجائزة الوطنية لسامة المرضى لعام 2021 و الملصقات العلمية الفائزة المقدمة من قبل المشاركين، كما قدم بعد ذلك محاضرات علمية حول ذات المناسبة شملت نخبة من المحاضرين المحليين والدوليين المختصين في مجال الامومة وصحة الطفل .
يجدر بالذكر أن الاحتفال بهذا اليوم سبقه حملة شملت العديد من الرسائل التوعوية طوال الشهر، تستهدف فيه زيادة الوعي وتعزيز ثقافةسلامة المرضى بين العاملين في القطاع الصحي وبين أفراد المجتمع. كما قامت بإنتاج فيديو تثقيفي يوضح من خلاله الرحلة الأمنة للحمل والولادة تماشيا مع موضوع اليوم العالمي لسلامة المرضى لعام 2021،وقد بثت هذه المواد التثقيفية في جميع قنوات التواصل الرسمية مع العاملين في القطاع الصحي ومع أفراد المجتمع.