الصحوة – د.حمد بن ناصر السناوي
لاشك بأننا لا نزال نتذكر الحظر الذي رافق جائحة كورونا في العامين الماضيين وأجبر العديد من الأفراد من مختلف دول العالم على البقاء في المنزل لفترات طويلة ، ولا نزال نذكر حالات الملل والضجر والإحباط التي أصابت العديد منا حتى إنجلت تلك الأزمة و عادة الحياة الطبيعية تدريجيا و ولله الحمد ، لكن تخيل أن يقول البعض بالبقاء في المنزل و تفضيل العزلة الاجتماعية طواعية ، إنهم المصابون بما يسمى بالهيكيكوموري وهي ظاهرة اجتماعية ونفسية تنتشر في اليابان بالتحديد وحسب إحصائيات وزارة الصحة والعمل في اليابان يعاني منها حوالي مليون شخصا في اليابان تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشر والخامسة والستين، يشكل الرجال حوالي 76%،بينما يقضي حوالي 47% منهم فترة تتراوح السبع سنوات في المنزل دون مغادرته حتى وإن أدى ذلك الى الاعتماد كليا على الوالدين في توفير مصاريف المأكل والمشروب.
ولعلك تتسأل عزيزي القارئ لماذا اليابان بالتحديد ؟
تشير معظم النظريات النفسية إلى دور العقلية اليابانية و فكره الشعور بالعار لمجرد أن الفرد غير متفوق في حياتة العملية في مجتمع يقدس ساعات العمل الطويلة والشاقة والتنافس من أجل التميزات وإن كان ذلك على حساب صحتك الجسدية و النفسية ، مجتمع ينظر إلى الفرد الذي يأخذ إجازه مرضية من العمل بأنه” طفيلي و أناني” يعيش عالة على الاخرين ، كل هذا بسبب يوم واحد من الإجازة المرضية ،لذا يستنتج أصحاب هذه النظرية أن يختار المصابين بالهيكيكوموري العزلة الاجتماعيه بسبب الإحساس بالعار لانه أقل نجاحا من غيرهم، بينما تروج نظرية آخرى الى دور التكنولوجيا و الانترنت التي توفير مختلف الخدمات دول الحاجة الى الخروج من المنزل ، فهناك عيادات إفتراضية و أصدقاء إفتراضيين و عوالم إفتراضية من ألعاب الفيديو التي يفقد فيها الشاب نفسه.
والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل ممكن أن يصاب الشباب العماني بالهيكيكوموري ؟
في رأئيي الشخصي مثل هذه الظواهر قابلة للانتقال بين دول العالم كما أن عدد الشباب الذين يقضون ساعات طويلة في تصفح الانترنت وألعاب الفيديو في إزدياد ، كذلك المصابون بالرهاب الاجتماعي الذين يجدون في المناسبات الاجتماعية والتجمعات الاسرية مصدرا للقلق يفضلون إجتنابه، كما ان جائحة الكورونا وتجربة البقاء في المنزل أظهرت للبعض أن عالم الانترنت يمكنه أن يصبح بديلا ناجحا عن الخروج من المنزل.
وأنت عزيزي القارئ ، هل ستجد نفسك يوما ما مصابا بالهيكيكوموري؟