الصحوة – دعاء بنت عبدالله الهنائية
يتمتع مهرجان مسقط بقيمة ثقافية متعددة الأوجه. بالإضافة إلى تنشيط السياحة ، وتقديم أمسيات ترفيهية للكبار والصغار ، وجرعات ثقافية وفنية ، تبقى القيمه الأكبر في إعلام القادمين من الخارج بتاريخ البلاد ، وحضارتها القديمة، ونهضتها المعاصرة ، ونظامها الأخلاقي للمجتمع المتمثل في سلوك المواطن مع الزائر والترحيب به.
إنها قيمة كبيرة تتجاوز ما قد ينفقه الزائر والسائح ، لأنها تظل قريبة من الوجدان وتخلق نوعًا من الارتباط الشرطي في ذهن الزائر بين عمان وكل ما هو أخلاقي وجميل وحسن في السلوك الإنساني.. وجود عدد من الفعاليات الثقافيه ضمن برامج المهرجان يكثف هذا المعنى ويؤكد أن التعرف على الفرد العماني بقيمه وفكره وحضارته هو المكسب الحقيقي الذي يأتي من المهرجان.
ودعماً لهذه الفكرة ، هل ستشمل مهرجانات السنوات القادمة مجموعات أكبر من الفعاليات الفنية والشعبية والثقافية، مثل المحاضرات والندوات وعروض السينما والفنون الشعبية والمسرح والأمسيات الشعرية التي يشارك فيها المبدعون العمانيون مع أقرانهم العرب من الدول العربية والدول الصديقة .. ولا ننسى هنا الاهتمام بالصناعات اليدوية التقليدية فمنتجاتها تعتبر رمزا للهوية والخصوصية لأي مجتمع ، وقيمة يدركها من يدرك أهمية الحرف التقليدية في التعبير عن الذات الوطنية بمختلف دول العالم.
أهلاً بمهرجان مسقط بالإمكانيات الهائلة التي سخرت لإنجاحه، والأهم من ذلك الجهد البشري الذي يقف وراء كل هذا في التخطيط والتنظيم ثم التنفيذ .. في شكله الحالي يمكن اعتباره متعدد الوظائف ومهرجان متعدد الأهداف ، وكلها تهدف إلى إنارة أمسيات مسقط الساحرة بشكل يبهج الروح ويسعد الخاطر ويؤكد للزائر أنها موطن حضارة عريقة تتجدد بجمال بيئتها، وكرم أهلها ونهضتها المعاصرة المرتبطة بالتراث الحضاري الذي يتغلغل في التاريخ والجغرافيا.