الصحوة – عذراء المعشرية
لم تكن جهود المؤسسات الصحية، وبنك الدم الجامعي في التوعية لأهمية التبرع بالدم مجرد شعارات وهاشتاقات وحملات براقة تطلقها على مواقع التواصل الاجتماعي، أو ملصقات تعلقها في مختلف المرافق، وإنما ينم عن حاجة ضرورية، وأولوية قصوى في إنقاذ حياة العديد من الناس. ولأن الإنسان هو المصدر الوحيد للدم لابد من أن يعي مسؤوليته الاجتماعية اتجاه بني جنسه.
وانطلاقًا من الحاجة المستمرة للدم في السلطنة و الانخفاض المفاجئ لاعداد المتبرعين بنسبة تزيد عن 30% منذ بدء تفشي وباء كورونا، أطلق بنك الدم الجامعي حملة “لإحيائها” وأسهم بشكل كبير في توعية الناس بأهمية التبرع بالدم. وهذه الضرورة قد لا يدركها البعض إلا حينما يساهم في إنقاذ حياة شخص ما، أو أن يخوض التجربة بنفسه فيكون هو أو أحد معارفه أو أقربائه بحاجة إلى الدم، عندها يستشعر الشخص عظم هذا العطاء، أن تهب دمك لإنقاذ حياة.
وقد يظن البعض أن تبرعه بالدم لا يشكل فارقًا، لكن في الحقيقة أن الشخص في المرة الواحدة التي يتبرع فيها فإنه من الممكن أن يساهم في إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص، ولن تعود الفائدة على غيره فقط وإنما سينعكس ذلك إيجابًا عليه فيؤدي إلى تنشيط دورته الدموية ووقايته من أمراض القلب وانسداد الشرايين، كما يشعر بالراحة والرضى لأنه أنقذ حياة شخص ما، والإنسان الذي يضع صحته الجسدية والنفسية في مقدمة أولوياته تجده دائما يبادر للتبرع بالدم، لأن صحته ورفاهيته تكمن في العطاء.
وفي ظل الأوضاع الراهنة وارتفاع حالات الإصابة بـ”كوفيد-١٩” تزايدت الحاجة إلى الدم، وتتضح شدة الحاجة من خلال ما قام به بنك الدم الجامعي من تكثيف حملاته، ودعوة الناس للتبرع بالدم وتسهيلا عليهم أصدر البنك للراغبين في التبرع، تصريحات للذهاب للتبرع في أثناء فرض حظر التجول.
ويبقى الإحساس لدى الناس بالمسؤولية الاجتماعية هو الأساس الذي سيسهمون بموجبه في العطاء، وإنقاذ حياة الكثير من الأشخاص. على الفرد أن يعي بأن مبادرته للتبرع تشكل فارقًا كبيرًا، وأنها مسؤولية الجميع التي لا يمكن أن تستقيم دون مساهمة الجميع، وأن يتيقن أن قطرة من دمه تساوي حياة.