الصحوة – العنود البطاشية
ضيفنا ذو حس مرهف في ترجمة الأحاسيس من خلال الفرشاة والألوان التي جعلت من لوحة (السلطان قابوس -رحمة الله عليه- والسلطان هيثم المعظم حفظه الله)، التي رسمها هو وصديقه أحمد الغافري،حكاية تروي الإرث الخالد والحاضر المتجدد، فحين تتراقص ريشة فنان على ايقاعات اللون تجمع كل ما نُظم وما نُثر من حروف. الرسام خليل السالمي كان معنا هنا في صحيفة الصحوة العمانية في حوار خاص.
خليل بن محمد السالمي من ولاية الرستاق، طالب في جامعة السلطان قابوس بكلية التربية تخصص تربية فنية، فنان تشكيلي مُحب وطامح لكل أنواع الفنون وما يسطع من جمال للأشياء.
الفكرة
قبل كل رسمة يرسمها أي فنان، هنالك فكرة يبدأ الرسام حديثه منها: ” فكرتنا جاءت لتخليد ذكرى السلطان الراحل -رحمة الله عليه- وتمجيداً لجلالة السلطان هيثم -حفظه الله ورعاه- وهي رسالة إطمئنان وحب للشعب بأن عُمان بخير”.
الأسلوب
أنجز الرسام و صديقه العمل بأسلوب ( البوب آرت)، وقاموا بإضافة مجموعة من الرموز المعمارية الدالة لعُمان وتم عمل الخلفية باللون الأخضر، وهو لون يُمثل النمو والسلام ومريح للعين، كما تم إضافة مقولتين بجوانب اللوحة للسلطان قابوس رحمه الله والأخرى للسلطان هيثم ابقاه الله، وهي مقولات تدل على النهوض بالمستقبل.حسب قوله.
مقولات سلطانية مختارة
قال السالمي: ” أخترنا مقولات سلطانية تدل على المستقبل المشرق لسلطنة عمان فواحدة كانت للسلطان قابوس -رحمة الله عليه- قال فيها (لايسعنا في الوقت ذاته إلا أن نوجه أنظارنا إلى المستقبل وأن نقوي من عزائمنا) وللسلطان هيثم أخترنا مقولة (ينبغي لنا جميعا أن من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه وأن نسير قدمًا نحو الارتقاء به إلى حياة أفضل).
المواد والحجم والمدة
وتعمق الرسام خليل السالمي بحديثه عن اللوحة الجدارية فذكر المواد المستخدمة من أصباغ خاصة للجدران الخارجية، إضافة إلى الأدوات الأخرى مثل فراشي الرسم والأقلام، أما عن حجم اللوحةفوصفها بحجم ( 8*3.5 ) متر تقريباً،وأردف قائلاً: “تم إنجاز العمل في ظرف أربعة ايام، حيث تم العمل في الفترة المسائية امتداداً للفجر، بحكم قلة الازدحام”.
أكملنا الحوار مع الفنان خليل السالمي و توسع في حديثه معنا عن الصعوبات التي واجهته و من أين يستلهم أفكاره، فقال: “من الصعوبات التي واجهتها في بداية مسيرتي هو عدم وجود دورات وفعاليات مختصه بالفن، كذلك عدم توافر الأدوات والمواد بشكل تفصيلي ومتنوع في عُمان، إلا أنني تغلبت على ذلك، أما الآن فهناك كم هائل من الإحتياجات الفنية موجوده في الكثير من الأماكن في عُمان”. أضاف: ” وفي مجال الفن الجرافيتي أو الفن الجداري فكانت البداية صعبة وشاقة بسبب عدم تقبل المجتمع ذلك لأنها كانت نادره الوجود آنذاك بسبب شح الفنانيين الجداريين والرسومات الجدارية”.
أفكاري
السالمي: “استلهم الأفكار من كل مكان تقع عيني عليه، فالعمارة العمانية والإسلامية لها دور كبير، كذلك الطبيعة والبيئة، وأقوم أيضاًبمتابعة العديد من الفنانيين الكبار للتعلم واستلهام الأفكار .
وختم الفنان خليل السالمي بكلمات تصف ساحة الفن في الوقت الحالي: ” الفن ثقافة، أينما وُجدت صناعات الإنسان وجد الفن، لذلك علينا الحفاظ عليه والنهوض به، لها له دور كبير في التعبير وإضفاء الجمال. ما شاء الله عُمان مليئة بالفنانيين ومحبين الفن والمبدعين والمتذوقين له، كذلك الطلاب وأساتذة الفن، وأصبحت الأنشطة والدورات تُعقد بشكل مستمر وبمجالات مختلفة في الفنون، وبما أن ثقافة الفن تنتشر بشكل كبير في الوقت الراهن فيجب أن تتلاءم وتستوعب هذه الأنشطة لهذا الكم الكبير من الفنانيين”.
الفنون هي انعكاسا لثقافة المجتمع وقيمه؛ فالرسم من الفنون الراقية التي يمكن من خلالها تنمية الذوق العام والإعلاء من ثقافة أفراد أي مجتمع، وهو وسيلة فعّالة لاستغلال وقت الفراغ في أمر هادف وجميل.