الصحوة – الدكتور سالم بن سلمان الشكيلي
ظهرت من جديد بعض الحسابات المشبوهة المضلّلة، التي ما فتئت تروّج الأكاذيب والضلالات بأسلوب ممنهج مقيت، وباتت خارج وحدات الزمن وهجرت نفسها قبل أن يهجرها الناس، الذين اكتشفوا حقيقتها الخبيثة ونواياها السيئة، فأصبحت ممجوجة، تلفظها الفطرة السليمة، فبالكاد يسمع طنينها الذي يشبه طنين الذباب خصوصا عندما يحوم حول قاذورات النفايات ليقتات منها، وتسميتهم بالذباب الإلكتروني يتطابق مع أقوالهم وأفعالهم النجسة وأشكالهم الموبوءة .
تطلّ هذه الحسابات المشبوهة المغرضة بوجهها القميء من جديد ؛ لتنفث شرورها وسمومها نحو بلد صناعته السلام والمحبة وديدنه الوئام مع الجميع ، الكل فيه إخوة وأشقاء وأصدقاء ، بلد يوحد ولا يفرق، بلد يلم الشمل ويرأب الصدع، ويدعو إلى التآلف والتآزر والتلاحم من أجل أن تعيش شعوب المنطقة والعالم أجمع في أمن واستقرار، بعيداً عن الحروب وويلاتها وما تخلفه من دمار شامل، ناهيك عن تأخر التنمية وعدم استفادة الشعوب من مقدراتها وإمكانياتها المادية والبشرية، حتى أصبحت تلك الصناعة وسمًا عمانياً خاصاً وخالصاً.
ربما ازعج البعض الهدوء النسبي الذي تعيشه منطقة الخليج، والتقارب الحاصل بين دُوله لتعود كما كانت لحمة واحدة !
نعم ربما هذا ما أقلقهم لأنهم لا يهنؤون بالحياة إلا في إشعال الصراعات، وعلى نشر الفتن وتفريق الصف وتمزيق الوحدة، فهم كتجّار السلاح يشعلون الحروب لترويج بضاعتهم ، تدفعهم أحقادهم ونفوسهم المريضة والدراهم التى ترمى لهم كرمي العظام إلى الكلاب الجائعة .
تزعجهم وتقضّ مضاجعهم السياسة العمانية الثابتة الراسخة التي لا تبلى ولا يغيرها الزمن، أساسها الحياد الإيجابي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وهي بذلك بعيدة كل البعد عن الأهواء العارضة وعن لعبة المصالح، سياسة قائمة على تراكمات الخبرة والتجارب، وعلى معرفة دهاليز السياسة الدولية، التي لا تبقى على حال ، فعدوّ الأمس صديق اليوم، وصديق اليوم قد يكون عدو الغد، وقد أثبت التاريخ صدق هذه المقولة.
يا قوم، اصلح الله أمركم مالكم ولعمان؟ ماذا صنعت بكم حتى تجعلوا منها شماعة في كل حادثة تحدث هنا أو هناك ، وكأنّ عمان تحارب هنا وتدعم هذا وتُوالي هناك، مع أنها أعلنت مراراً وتكراراً نبذها للعنف أياً كانت صوره واشكاله وأياً كان مصدره، مع إيمان السلطنة بحق أي دولة للدفاع عن مصالحها وهي القادرة على تقدير هذه المصالح.
ليكن معلوماً للكافة بأنّ عمان لن تحيد عن ثوابت سياستها المعلنة والمعروفة للقاصي والداني، ولن يرهبها صرير الابواب ولا طنين الذباب، ولا نعيق الغربان ولا نباح الكلاب الشاردة ، قلوبنا مفتوحة رحبة تسع الكل ، وأيادينا ممدودة تحتضن الجميع، وأخوّتنا صادقة وصداقاتنا أخوبّة باقية، إلا من رغب عنّا وصدّ صدوداً مفتعلاَ متعللاَ بأوهام من نسج خياله، ربما لحاجة في نفسه الفاسدة .
والثابت يقيناً اليوم، أنّ شعوب العالم أجمع، لم يعد يخفى عليها شيء، ولن تخدعها لا حسابات مغرضة، ولا كتّّاب حاقدين، ولا صحف صفراء، لأنّ الحقيقة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار، فاتركوا عمان وشأنها تبني وتعمّر، تعيش الأمن والأمان والسلام وتنشده للجميع ، وامضوا إلى حال سبيلكم ، بعيداً عن عمان وشعبها وقيادتها ، فقد سئم الناس منكم، فأصبحت بضاعتكم فاسدة كاسدة، واسطواناتكم مكررة مشروخة نشازاً . والسلام عليكم