الصحوة – سليمة بنت عبدالله المشرفية
في الناس أقوام يعتقدون أن الله لم يهدي سواهم ولن يرحم غيرهم وأنهم حرّاس على أبواب الفضيلة يدخلون من يشاءون ويخرجون من يشاءون ،تراهم يخوفون المجتمع من أي زائر يزور البلاد من أصحاب الأفكار المنحرفة ويهولون الأمر ويفخمونه !
وفي الحقيقة فإن نوايا هؤلاء حسنة في سد ذريعة الأفكار الضالة ولكن حسن النية لا تغني عن حسن التدبير ؛فقد نسى هؤلاء الداعين إلى سد باب الفساد أن العمانيين لم يتأثروا بالأفكار الضالة وهم حفاة عراة جهالا أفيتأثرون بها وهم شبعى متعلّمين؟!!!
كما أنهم تناسوا أن قدوم هذا الزائر أو ذاك إلى البلاد لن يكون أقرب لأبناءهم من أجهزة الهواتف الذكية التي تعرض لهم أصناف الأفكار وأنواعها ؛فتلك أولى منهم بالخوف إن كانوا يشككون في مناعة أبناءهم وحصانتهم الدينية !
أما إن كان هؤلاء يشككون في أن تغلب حجج هذا الملحد أو ذاك براهين الإسلام وحججه فذلك أمرٌ جللٌ ، إذ مجرد الشك في هذا الأمر لا يجوز ، كيف وهو الدين الذي لن يشاده أحد إلا غلبه وهو دين العلم والقراءة والمطالعة وهو دين”الذين يستمعون القول” كل القول”فيتبعون أحسنه”!!
إن المسلم ليطمئن إلى دينه أشد الاطمئنان ويطمئن إلى أنه قادر على التغلب على كل فكر سواه -مهما بلغت قوته- في قلوب طلّاب الحقيقة وأن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها ، وأننا معشر المسلمين مأمورون بعرض أفكار الإسلام ودعوته بالحكمة والموعظة الحسنة على كل إنسان وأن نثق في أركان ديننا العظيم لا أن نفزع من كل طارق!
لقد أبقى الله إبليس اللعين قائد فريق الأشرار إلى يوم الدين من أجل أن يميز به الخبيث من الطيّب وإن المعدن الطيب يُصقل بالحرارة، وسنكون أبطالا حقيقين نستحق الإسلام متى ما استقبلنا الأفكار بأفكار لا متى ما أغلقنا أبوابنا على أنفسنا خوفا وهلعا، ولئن يهدي الله بك رجلا خيرا لك من الدنيا وما فيها !