الصحوة – سليمة بنت عبدالله المشرفية
يتعامل الكثير من الآباء والأمهات اليوم مع أبناءهم من مبدأ الخوف أكثر من أي وقت مضى فهم يخافون عليهم من الفشل ومن الدرجات المتدنية ومن فلان أو فلان بسبب فكرٍ أو سلوكٍ ما ويحذّرونهم باستخدام مجموعة طويلة من الاءات التي يصحبها تجهم الوجه معبّرا عن قلق صاحبه أو غضبه!
إن حرص الوالدين على سلامة ابنهم أمر فطري لا ننكره ولكن أن ينقلب الموضوع إلى المثل الكويتي “يا دهينه لا تنكتّين ” فهنا يجب أن نتوقف ، إذ كيف سيتعلم هذا الابن أو ذاك لو لم يفشل وكيف له أن يتقدم لو لم يتأخر وكيف له أن يشعر بالسعادة لو لم يقرصه الألم وكيف له أن يسكن إن لم يلسعه القلق والضد يعرف بالضد!
لقد كرّم الله تعالى بني ءادم بالعلم وأذن له بالخطأ والزلل والتقصير من أجل أن يتألم فيتعلم ، ولنا في قصة أبينا ءادم عبرة ، إذ أنه عصى ربه وغوى فذاق فراق الجنة من أجل أن يتعلم طاعة الله عن اختيار وقرار فتزكو نفسه وتعلو درجته “أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون”!!!
إنكم تربّون أبناءكم لعصور وأزمنة تختلف عن عصوركم وأزمنتكم وإن كنتم تريدون منهم التقدم والنجاح والفلاح على الدوام فأنتم تقدمونهم فريسة سهلة بيد كل مبرمج إذ يصبحون حينها كالآلات الالكترونية أينما يوجهونها تتوجه!
إن فشل الابن في أي مجال من مجالات الحياة لا ينذر بزوال الكون ولا بتأخره عن أقرانه ومعظم الناجحين في الحياة لم يكونوا متفوقين دراسيا ولا من أصحاب الدرجات المرتفعة لذلك اسمحوا لأبناءكم بالفشل وبالزلل من أجل أن يتقدمون واثقين من خطواتهم مطمئنين إلى خياراتهم ولا يغرنكم بريق التفوق الزائف ولا العمامة الفارغة من العقل والفهم فإنها مجرد وهم لا يلبث أن تمحّصه الحقائق وتفضحه تجارب الحياة!!!