الصحوة – الدكتور حمد بن ناصر السناوي
إشتعل النقاش في وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية حول موضوع عقد ندوة للراهب الهندوسي سادجورو ، و تصدر وسم #لا_مرحبا_سادجورو التغريدات في تويتر وغيره من المواقع الالكترونية ، واختلفت الآراء بين مطالب بإلغاء هذه الندوة لان المتحدث فيها معروف بتطاوله على الذات الإلهية كما ورد في إحدى المقاطع و بترويجه للفكر الهندوسي تحت ستارعلم النفس و تطوير الذات وغيرها من المواضيع التي تستهوي العديد من الشباب حتى وإن كان عنوان الندوة عن حماية التربه كما هو في الإعلان رغم أن المتحدث لا يحمل خبرة ولا شهادات في العلوم الزراعية.، بينما غرد البعض بأن قرار الإلغاء يتعارض مع حرية الرأي متسائلا هل عقيدتنا هشة لدرجة أننا نخاف أن يدنس افكارنا مثل هذا المتحدث ؟ ، لم يقتصر النقاش حول الفكر الذي يتم الترويج له خلال تلك الندوات بل إن زميلي الهندي المسلم أرسل لي مقطع من جريده تذكر أن سادجورو هذا متهم بقتل زوجته عام ١٩٩٧ لانه كان على علاقة غير شرعية بأمرة أخرى و قام بحرق جثة الزوجة رغم أن ذلك ليس من معتقدات عائلتها حسب تصريحات والد الزوجة .
شخصيا ، اخترت الا اخوض في الموضوع لكن أحد الزملاء بعث لي بتغريدته التي يلخص فيها “الضجه”- كما يصفها- بأنها إختلاف في وجهات النظر بين جيلين ، جيل “قديم” تربى على أن يحجب عنه الكبار كل ما يرونه غير مناسب ، وجيل جديد يسمع ويقرأ ما يمكن أن يقولوه سادجورو وغيره من خلال تصفحه للمواقع الالكترونيه ، وختم زميلي تغريدته بقوله ” أن منع تلك الندوة لا يعني أنك حافظت على إبنك بل ستزيد التساؤلات في رأسه”.
مع إحترامي الشديد لرأي الزميل أرى أن الموضوع اكبر من مجرد “حجب يؤدي الى تساولات ” ففكرة كل ممنوع مرغوب لا تنطبق على كل المواقف التي يتم فيها المنع ، بل إن المنع مع شرح أسبابه يجعل المستمع ينتبه لوجهات النظر ربما لم يكن منتبها لها و يصنع قراره في النهايه ، كما أن السماح بعقد تلك الندوة يعطي إشارة ظمنية بأن مثل تلك الأفكار لا ضرر من التورويج لها ، تخيل أن يتساءل الشباب ” لو كانت الأفكار مسمومه فعلا ، لما سمحت الجهات بالحديث عنها ” وهذا ما يسمى سيكولوجية الجماهير ، فالموضوع الذي يتداول و يحضره الجميع يحصل – ولو ظمنيا- الى تصريح ، والانسان بطبعه كأئن إجتماعي يميل الى التشبه ببني جنسه ليس فقط في الشكل والمظهر بل في السلوك وللافكار.
من النقاط الذي ذكرها الزميل في تغريدته فكرة ” لنفترض أنك حجبت تلك الأفكار الان فهل تستطيع أن تمنعها في المستقبل ” هنا أقول نحن مسؤلين عن الزمن الذي نعيش فيه ولا نستطيع التنبؤ بما سيحدث في المستقبل ، علينا أن نبذل ما نستطيع في حماية أفكار و معتقدات أبناءنا وبناتنا ثم نتوكل على الله .
كثيرا ما نتحدث عن الامن القومي والامن الصحي والامن الغذائي و غيرها من أنواع الامن ، فلماذا لا نتحدث عن الامن الفكري ؟ ليس الموضوع تحيز أو تعصب ، بل من واجبنا أن نساعد الأبناء في تكوين فكر عقائدي سليم بعيدا عن التضليل تحت مسمى الحريات الشخصيه.
ختامًا ، قد لا يوفر حظر تلك الندوة حماية طويله للافكار لكنها حتما خطوة في الاتجاه الصحيح.