الصحوة – بلقيس الهنداسية
في مشهد يكاد أن يقال عنه خيالاً أو حلماً، تعرضت بعض ولايات سلطنة عُمان بالأمس لكمية هطول أمطار غزيرة جداً سالت على إثرها الأودية مشكلةً جرفة تاريخية لم يشهدها السكان منذ منتصف التسعينات، هذه العواصف التي تشكّلت في بعض محافظات سلطنة عُمان منها جنوب الباطنة والداخلية نتجت عن رطوبة مدارية هائلة خلّفها منخفض السيل الخصيب حسب ما صرّح به الباحث المناخي حارث السيفي عبر حسابه الشخصي في منصة تويتر معرباً عن قلقه من هذه العواصف الرعدية بشدة ومدة هطولها.
في حينها أفادت شرطة عُمان السلطانية عبر حسابها الرسمي في منصة تويتر عن خطورة الوضع الذي تعرضت له هذه المحافظات، منوهةً عن وجود بلاغات لمحتجزين في الأودية، وقطع للحركة المرورية في بعض الولايات.من جانبها أوضحت هيئة الدفاع المدني والإسعاف أنه لم تُسجَّل أي خسائر بشرية يوم أمس جرّاء الأمطار الغزيرة وجريان الأودية.
وعلى الصعيد الآخر شهدت ولايات محافظة جنوب الباطنة والداخلية خسائر مادية فادحة تمثلت في انهيار الطرق، وانجراف المركبات، وتضرر المنازل، وغيرها الكثير. هذا وقد هبّت الجهات المعنية مع فوجٌ كبير من شباب عُمان المخلصين لمدّ يد العون لأهالي المناطق المتضررة بدءاً من صباح اليوم.
من جانبه أكد سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات بعد الزيارة الميدانية التي قام بها صباح اليوم مع مجموعة من المختصين، أن الوزارة تعمل حاليا على تهيئة الطرق المتأثرة جراء الأمطار الغزيرة والأودية في ولايتي العوابي و الرستاق بهدف تسهيل الحركة المرورية.
هذا وقد شهد وسم “العوابي” تفاعلا كبيرا من رواد برامج التواصل الاجتماعي عبر منصة تويتر، عبر فيه المواطنون عن تعاطفهم مع قاطني الولايات المتضررة، موحدين الدعاء ومبتهلين للمولى القدير أن يحفظ أهالينا في تلك الولايات وجميع ولايات سلطنة عُمان، مؤكدين جاهزيتهم لتقديم العون مجسدين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : “(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).