الصحوة – سليمة بنت عبدالله المشرفية
في فترة سابقة وبينما كان المفسدون يتوسعون في الأرض ويروجون لبضاعتهم الفاسدة كان المصلحون يعتزلون الحياة ويشهرون حكم الحرام أمام كل تغيير من مبدأ درء المفسدة ويقدمون مظاهر الحياة لقمة سائغة لكل مفسد يتصرف بها كيفما شاء ويفصّل مجالاتها على حسب ما يقتضيه هواه!
وهكذا تمدد المفسدون وطالت أذرع فسادهم كل مجالات الحياة حتى صار المصلحون مجبرون على التعامل مع تعاليمهم من باب الرضا بالأمر الواقع الذي لا مفر منه إلا بالتعايش معه وتقبّله كما هو!!
وفي وقتنا الحالي يتكرر هذا الأمر مع الشواذ الذين اتخذوا من ألوان قوس قزح- التي كانت إشارة إلى عالم الجمال والمثالية تجذب نظر كل من يراها بألوانها المبهجة الزاهية- شعارا لهم ، وقد رضي الأسوياء بهذا الاختيار وقنعوا به واطمئنوا له ؛فصارت هذه الألوان الجميلة من نصيب الشواذ وصار من يستخدم هذه الألوان مداناً ينظر له الجميع نظرة شكٍ وريبة!!
موضوع الشواذ هذا يذكرني بقضية قديمة لهم ،وهو منحهم اسما لا يستحقونه ولا ينبغي أن يلقّبوا به وهو نسبتهم إلى نبي الله لوط ، ذلك النبي الذي تبرّأ إلى الله من فعل قومه وحاول جهده في إصلاحهم حتى ضاق ذرعا بأفعالهم الشنيعة ومخالفتهم فطرة الله التي فطر الناس عليها ؛ فما ذنبه عليه السلام حتى يُنسب اسمه للشواذ ويلقّبوا به وتصبح تسمية الأبناء بهذا الاسم وبالا على صاحبها عوضاً عن أن يكون اسم شرف ومنزله!!!
إن تنازل الأسوياء عن أشياءهم الجميلة لثلة مارقة متمردة على فطرتها أمرٌ يدعو للتوقف والنظر ، إذ أن هذا التصرف من الأسوياء يوحي إلى ضعفهم وتغلّب الشواذ على جمالهم حيث لم يجد أسوياء البشرية معه سوى الهروب مما ينذر بخطر استحواذ الشواذ على مزيد من الأشياء الجميلة واستيلاءهم عليها على حين غفلة ، وغياب وعي!!