الصحوة – أحمد بن إبراهيم النقبي
تكرار المشاهد واللقطات لطوابير السيارات المتجهة إلى دولة الإمارات الشقيقة والتعليقات الشاذة للبعض وربط الأمر بقصور الاهتمام بالسياحة الداخلية والتشريعات الاقتصادية أراه يحمل في طياته الكثير من المبالغة والتهويل.
الحمد لله عمان تزخر بكافة المقومات وتتبوأ مكانة عالية في هذا الجانب ونطمح في المزيد من الاهتمام لتكون في مصاف الدول وحق لها ذلك بما حباها الله من تميز وتفرد قلَّما نجده في الكثير من الدول التي تستحوذ على نسبة أكبر في مجال السياحة.
نعم الكل يرجو بقاء الناس هنا في إجازاتهم وقضائهم لاحتياجاتهم المختلفة سواء تجارية أو ترفيهية في الوطن، إلا أننا يجب علينا في الوقت ذاته إن لا نهول من الأمر ونعطيه أكبر من حجمه ونجعله شماعة لجلد الذات وربطة حصريا بجوانب القصور عندنا.
المشهد هذا يتكرر في جل المعابر الحدودية في العالم ويكاد أن يكون مألوفا بين الدول المتجاورة ذات العلاقات الطبيعية لأنه يعد من باب حب التغيير أحيانا كثيرة والخروج للشعور بمتعة السفر وكذلك التواصل بين العائلات والأصدقاء حيث روابط الدم والصداقة متينة بين الأشقاء في البلدين.
لذلك اعتبر الأمر من الظواهر الصحية خصوصا بين الدول التي بينها الكثير من القواسم المشتركة وهو مدعاة لتقوية الروابط والمصالح المتبادلة. في الوقت نفسه أجدها سانحة للمعنيين بأن يتخذوه مؤشرا لتقييم الأداء وإجراء الإصلاحات المنشودة ووضع الخطط المستقبلية في الجوانب ذات العلاقة والمذكورة آنفا.
نرجو للجميع الاستمتاع بإجازاتهم والسلامة في الحل والترحال والعودة لأعمالهم بنشاط أكثر وجدية أكبر لتطوير الأعمال.
ونقول رفقاً بنا من هكذا مقاطع ومنشورات، فمن يملك إمكانية السفر سيسافر ولو توفر في بلاده كل شيء، والذي يعاني ضيق الحال مادياً لو توفر الترفيه في بلاده سيكون مكلفاً وسيعتريه النقص أيا كان وسيبقى عرضة للانتقاد.
ناهيك عما يجلبه بعض الانفتاح والتوسع فيما يخص الترفيه والسياحة من مشكلات أخلاقية وتربوية واجتماعية تئن بها تلك الدول التي سايرت الركب في هذا المجال والله المستعان.
وكما يقول المثل: “اصبر على مجنونك” وأكاد أن أجزم بأننا في “تخلفنا” في بعض التوجهات نعمة قد لا ندركها إلا حين نفقدها.