الصحوة – تُعد الجامعة العربية المفتوحة من بين الجامعات المرموقة التي تقدِّم نموذجا ناجحا للتعليم الخاص في الوطن العربي؛ حيث تخوِّلها شراكتها الاستراتيجية مع الجامعة البريطانية المفتوحة في المملكة المتحدة لتقديم مناهج وبرامج الجامعة البريطانية المفتوحة في جميع البلدان العربية التسعة التي تتواجد بها. كما تخوِّل هذه الشراكة استخدام وتوفير الموارد التعليمية والمواد العلمية والحقائب الدراسية لطلبتها بالإضافة إلى التعاون في مجالات الاعتماد الأكاديمي والمؤسسي والاستشارات والتدريب وتنمية المهارات، وقد تم مؤخرا تجديد هذه الشراكة للمرة الرابعة بعد استيفاء متطلبات “الاعتماد المؤسسي” من الجامعة البريطانية المفتوحة في أكتوبر 2022م؛ حيث تلقَّت الجامعة العربية المفتوحة تجديدًا غير مشروط لخمس سنوات مع إشادات عدة.
ولهذا فإن الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عُمان، تتميَّز بمميزات علمية وأكاديمية على مستوى أنظمة التعليم وطرائقه، تنطلق من الأهداف الإنمائية للجامعة الأم، ولقد كان من بين أهم ما حققته الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عُمان مؤخرا، حصولها على “الاعتماد المؤسسي” من الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، الذي أُعلن في العشرين من نوفمبر 2022، والذي يعتبر بمثابة تأكيد رسمي على الالتزام القوي للجامعة بكافة معايير الجودة في قطاعات الحوكمة والإدارة، والتعليم والتعلم والبحث العلمي، والمشاركة المجتمعية، وجميع خدمات الدعم التي تقدمها، كما يؤكد “الاعتماد المؤسسي” على جودة التعليم المقدَّم في الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عمان، ويزيد من ثقة منتسبيها والمستفيدين من خدماتها.
إن الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عمان ملتزمة بنظام الجودة في كافة القطاعات التي يشملها النظام الأكاديمي، سواء في التعليم والتعلم، أو البحث العلمي والابتكار، أو الشراكات وخدمة المجتمع؛ فهي قطاعات تمثل أهمية في دور الجامعة التنموي، الذي ينظر إلى المنظومة التعليمية باعتبارها تربوية وبحثية وشريكة فاعلة في دعم أهداف المجتمع.
ولأن الكادر الأكاديمي هو أساس النظام التعليمي لمؤسسات التعليم العالي كلها، فإن الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عمان تفخر بأعضاء هيئتها الأكاديمية، فهم مؤهلون وذوي خبرة عملية وأكاديمية، وباحثين معروفين في مجالات تخصصهم، حيث تحرص الجامعة على الاختيار الدقيق في تعيين أكاديميين مؤهلين في جميع برامجها، كما تخطط لتعيين عدد أكبر من الأكاديميين المؤهلين ليس لضمان الحفاظ على جودة التدريس فحسب، بل وتحسينها بما يتناسب مع خططها الاستراتيجية.
وفي مجال التعليم والتعلم، تعتمد الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عمان على آليات ووسائط عالية الجودة للإشراف على مناهجها وتقييم أداء الطلاب من خلال العمادات والممتحنين الخارجيين والمحليين ومنسقي المقررات المحليين والمركزيين بحكم الشراكة الاستراتيجية مع الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة، حيث يتم التحقق من جودة جميع برامجها الأكاديمية ودقتها ، كما يتم إعداد آليات لتطوير البرامج والمقررات الدراسية بما يضمن تزويد الطلبة بأحدث المعارف من خلال المناهج الدراسية المتخصصة التي تتيح أيضا فرصا للتفاعل مع خبراء من القطاع الصناعي من خلال الزيارات الميدانية واستضافة خبراء من جهات الأعمال لتقديم محاضرات للطلبة.
وفي مجال البحث العلمي والابتكار، تدرك الجامعة أن التركيز على هذا الدور يُسهم بشكل مباشر في دعم مهمتها الأساسية المتمثلة في “التعليم والتعلم”، فلقد تقدَّمت الجامعة تقدُّما ملحوظا في مجال “البحث العلمي والابتكار”؛ حيث ينشط أعضاء هيئة التدريس جميعهم تقريبًا في البحث من خلال المشروعات البحثية الممولة (إثنا عشر مشروعا لهذا العام الأكاديمي وحده)، والمنشورات البحثية في المجلات المحكمة المتميزة، وقد حصدت بحوث عدة على جوائز تشجيعية من جهات علمية مختلفة، كما يُسهم التعاون البحثي المشترك مع مؤسسات التعليم العالي الأخرى ومع جهات الأعمال من خلال البحوث متعددة التخصصات في تعزيز ارتباط التعليم والتعلم بالبحث العلمي والابتكار، مما يُسهِم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 وأهداف الرؤية الوطنية (عمان 2040).
وفي مجال الشراكات وخدمة المجتمع، تشارك الجامعة مؤسسات التعليم العالي الأخرى في أنشطة البحث والتطوير المهني والأنشطة الطلابية، وتتبادل معها أفضل الممارسات والتعاون المهني. وتعزيزا لهذا التعاون، فإن الجامعة حرصت على انتساب أعضاء هيئتها التدريسة إلى جمعيات مهنية متخصصة محلية وإقليمة وعالمية، حيث تُسهم هذه العضويات في تجديد المدخلات الصناعية وتحديثها، وتوفر فرصًا تعليمية وتُثري التعليم والتعلم، إضافة إلى مشاركة الخبرة الأكاديمية المُكتسبة من خلال أنشطة البحث العلمي والتطوير المهني مع المجتمع من خلال برامج نشر نتائج الأبحاث وبرامج التدريب المشتركة بالإضافة إلى مشاركة أعضاء هيئة التدريس في البرامج التطوعية التي تنظمها الجامعة.
ولقد رفدت الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عمان سوق العمل المحلي بأكثر من 3500 طالب من مختلف التخصصات منذ إنشائها، لذا فإن الجامعة تعتقد اعتقادًا راسخًا بأن خريجيها هم سفرائها في المجتمع، حيث تُشرِكهم وتعزز دورهم من خلال نادي الخريجين.
ونظرًا لأن الطلاب هم أساس العملية التعليمية فإن الجامعة أولت دعمهم ومساندتهم أولوية قصوى، وقد شملت خدمات الدعم التي تقدمها لطلابها؛ الدعم والإرشاد الأكاديميين، وخدمات الإرشاد النفسي وصندوق الطالب، إضافة إلى أن الجامعة تشجِّع طلبتها للانخراط في الأندية الأكاديمية وغير الأكاديمية، والتي توفِّر بيئة تعليمية وتعلميَّة داعمة لمهاراتهم. وتعتبر الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عمان أن ملاحظات طلابها مصدرًا قيِّما لإحداث التحسُّين والتطوير في الخدمات التعليمية التي تقدمها؛ ولهذا فقد حرصت على تأسيس المجلس الاستشاري الطلابي، وتفعيل دوره من خلال عضويته في اللجان الرئيسة للجامعة لضمان إشراكه في عملية صنع القرار، إضافة إلى ما تقدمه استطلاعات رأي الطلاب من آراء تُسهم في تطوير البيئة التعليمية في الجامعة.
وتسعى الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عمان لتوفير بيئة تعلُّمية وتعليمية أفضل من خلال مبانيها الجديدة المصممة لهذا الغرض؛ إذ سيوَّفر الحرم الجامعي الجديد لموظفي الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عمان وطلابها بنية تحتية محسَّنة فيما يتعلق بالمساحة والمرافق وخدمات تكنولوجيا المعلومات، وقد شارفت الأعمال الإنشائية في الحرم الجامعي الجديد على الانتهاء؛ وسوف يتم الانتقال إليه خلال الفصل الدراسي المقبل.
إن الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عمان ملتزمة بنظام الجودة في جميع خدماتها التعليمية، وتهدف إلى منح طلابها أفضل تجربة ممكنة في الحياة الجامعية لإيمانها بأن هذا الالتزام لا يُنتج فقط خريجين ممتازين يمكنهم التميُّز في أي بيئة عمل احترافية، ولكن يمكِّنهم أيضًا من المساهمة بفعالية في مجال العمل الذي يختارونه.
الجدير بالذكر أن الجامعة العربية المفتوحة هي جامعة غير ربحية أنشئت تحت مظلة برنامج الخليج العربي للتنمية (برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية سابقا) المموَّل من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ حيث أعلن الأمير طلال بن عبدالعزيز (رحمه الله) عن مبادرته لإنشاء الجامعة في العام 1996، لتكون كيانا أكاديميا غير تقليدي، ومؤسسة تُسهم في توجيه التنمية في المجالات العلمية والاجتماعية والثقافية، وأُقر إشهار المبادرة رسميا في اجتماع وزراء التعليم العالي في الدول العربية الذي عُقد في بيروت في سبتمبر 2000،وقد تم اختيار الكويت لاستضافة المقر الرئيس للجامعة العربية المفتوحة في ديسمبر 2000 م، وفي أكتوبر 2002، بدأت الجامعة في تقديم خدماتها في ثلاث دول عربية بشراكة استراتيجية مع الجامعة البريطانية المفتوحة، وقد توسَّعت الجامعة إلى الآن في تسع دول عربية بما فيها سلطنة عمان.
وفي السادس عشر من مارس 2008، تم توقيع اتفاقية لإنشاء الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عمان بين حكومة سلطنة عمان وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية، لتبدأ الجامعة في تقديم خدماتها للدارسين في الحرم الجامعي في مسقط منذ العام الأكاديمي 2007/2008. وقد احتفلت الجامعة العربية المفتوحة في الثالث عشر من نوفمبر 2022م بمناسبة مرور عشرين عامًا على تأسيسها؛ حيث تم خلال الاحتفال تدشين الهُوية الجديدة للجامعة تمهيدا للمرحلة التالية من التوسُّع الجغرافي والنوعي، استمرارا لرسالتها التنموية والأكاديمية في رفد أسواق العمل في الوطن العربي بالخريجين المؤهلين؛ فلقد تخرَّج في الجامعة في البلدان العربية التسعة حتى الآن أكثر من ستين ألف خريج وخريجة في السنوات العشرين الماضية.