الصحوة – د. حمد بن ناصر السناوي
في الأسبوع الماضي أرسل لي أحد الزملاء مقطع فيديو لمقابلة مع امرأة أمريكية في منتصف العمر قامت بصب مادة كيميائية حارقة تستخدم في تسليك المجاري على عينيها لأنها تعتبر نفسها عمياء ، رغم أن الله قد أنعم عليها بنعمة البصر، تقول في المقابلة التي صدمت العديد من الحضور أنها كانت تتعمد المشي في الظلام و تستخدم العصاء البيضاء التي يستخدمها الشخص الأعمى ، وأنها تعتبر الإبصار ” سجن بالنسبة لها يجب التحرر منه “، وأنها قضت وقتا طويلا تبحث عن طريقة لتصيب نفسها بالعمى و أنها الآن تشعر بالسعادة والرجاء لأنها حصلت على حلم حياتها ولا تشعر بالندم على ما فعلت.
تأتي هذه الحادثة لتضيف إلى الموضوع الذي شغل مواقع التواصل مؤخرا وهو التحرر من الهوية الجنسية والذي يجعل الفرد ، ذكرا كان أو أنثى يختار أن ينتمى إلى الجنس الآخر حتى مع اكتمال الأعضاء الجنسية التى تتماشى مع المولود فيه ، وقد يختار ألا ينتمي إلى أي من الجنسين فيتم الإشارة إليه خلال الحديث ب “هم” بدلا من هو أو هي. هذه الظاهرة طرحت في العديد من المقابلات والبرامج التليفزيونية رغم تحذير العديد من عواقبها خاصة وقد صاحبها انتشار في عمليات تغيير الجنس للأطفال أو إعطائهم هرمونات تغير الجنس الذي ولدوا به حتى أن بعض المتطرفين يدعوا إلى عدم ربط الطفل باسم معين وتركه يختار في بداية طفولته إذا كان يرضى بالجنس الذي ولد به أم يعترض عليه و يرغب في تغييره عندها سيقوم الوالدين بالاستعانة بالأطباء لتحقيق تلك الرغبة .
شخصيًا أعتبر ذلك أقصى درجات الجنون والفسق وإضاعة وقت الأطباء الذين أقسموا اليمين على حفظ حياة الإنسان وليس تشويهها حسب الهوى و الرغبة و صيحات الموضة ، ورغم أن بعض المواقف لا تخلوا من الظرافة تحت شعار شر البلية ما يضحك خاصة عندما نسمع عن رجل مكتمل الذكورة يشارك في الرياضات النسوية لأنه يعتبر نفسه أنثى ليتفوق عليهن ، وآخر يستخدم دورات مياة النساء أيضا لأنه يعتبر نفسه امرأة، بل قد يصل الأمر إلى أن يدعى أحدهم بأنه حامل رغم استحالة ذلك كون أنه بلا رحم لكن إذا اتصل برقم الطوارئ و طلب الإسعاف لابد من الاستجابة لتلك الاستغاثة ، وغيرها من المواقف المضحكة المبكية.
نتمنى ألا تصل هذه المهاترات إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، فالمثل يقول ” إذا عطست أمريكا أصيب العالم بالزكام ” ولعل المواقع الإعلامية بمختلف أنواعها وراء تصدير هذا الفكر المسموم ، ومن هنا يأتي دور الإعلام المعتدل في التصدي لمثل هذه الظواهر ومناقشتها قبل أن نجد شبابنا يصبون المواد الحارقة على أجسادهم فقط لأنهم يرغبون بذلك.