الصحوة – مسقط
- ظاهرة نشر الغسيل على الشرفات تنتشر بين فئة العزاب والمقيمين وهي تتنافى مع الذوق العام وتخالف القوانين.
- يشترط توفير شرفة لكل وحدة سكنية لنشر أو تجفيف الملابس، وفي المكان المناسب حسب الظروف المعمارية للوحدة
- الظاهرة تخالف الأمر المحلي رقم (٩٢/٢٣) الخاص بتنظيم المباني في محافظة.
لا تزال بلدية مسقط تعزز من المفاهيم الداعية للحفاظ على الواجهة الحضارية بمحافظة مسقط، في المقابل فهي تحرص للتصدي للظواهر السلبية التي تسبب تشويها للمظهر الخارجي للمباني القائمة بكل أنواعها، ومع الجهود التوعوية لا تزال ظاهرة نشر الغسيل في الشرفات إحدى الظواهر التي تشاهد في كثير من المواقع الحيوية، مما تعكس إنطباع لا يليق بالواجهة الحضارية لجمالية المحافظة، ولا ينم عن سلوك يرقى بالأفراد.
أضرار الظاهرة وتبعاتها:
لوحظ لدى فرق التفتيش في بلدية مسقط من خلال الحملات التفتيشية الدورية، إلى قيام البعض بنشر الغسيل في الشرفات سواء أكان في بنايات الأحياء السكنية أو على الشوارع الرئيسة الأمر الذي يشوه المظهر العام، ومع تصنيف هذه السلوك غير الحضاري على أنه مخالفة قانونية للأسس التي تضمن تنظيم المباني إلا أن البعض لايزال يصر على ارتكاب هذا الفعل المخالف، حيث نشاهد الكثير من قاطني وسكان البنايات في مناطق مختلفة ينشرون غسيلهم وتلتحف بناياتهم بالملابس والشراشف التي يتم تعليقها على حبال في الشرفات أو حتى على النوافذ، والغالبية العظمى الذين يرتكبون هذه المخالفات هم من فئة العزاب الوافدين والعائلات الآسيوية، وهم بذلك غير مكترثين للمظهر غير الحضاري، رغم وجود حلول بديلة وطرق لابد من مراعاتها حفاظًأ على التنظيم الحضري لواجهات المباني السكنية أو التجارية او كليهما.
تفتيش وتوعية:
تقوم بلدية مسقط بجهود متواصلة للرقابة على المباني وتنظيمها من كافة المشوهات، بهدف المحافظة على المظهر العام، وتأتي هذه الجهود من خلال تكثيف الحملات التفتشيشة الدورية على الأبنية التي تستهدف كافة ولايات محافظة مسقط، إضافة إلى تنظيم حملات توعوية وإرشادية لسكان المناطق التي تهدف إلى توعية أفراد المجتمع بأهمية الإلتزام بجميع الاشتراطات الصحية والتقيد بمعايير نشر الغسيل والملابس على شرفات المنازل والبنايات، باعتبار هذه السلوكيات مخالفة للقانون، ولتكون المسؤولية مشتركة يجب على الجميع الحفاظ على المنظر الجمالي، والعمل من أجل الحد من ظاهرة مشوهات المظهر الحضاري للمدينة من خلال التقيد بالأساليب الصحيحة لنشر الغسيل والملابس.
قوانين منظمة:
أشارت المادة (32) من الأمر المحلي رقم 23/92 الخاص بتنظيم المباني في محافظة مسقط إلى عدد من البنود. ما يجب مراعاته في حال وجود شرفات بالمباني السكنية التي تطل على شوارع عامة وتستخدم في نشر وتجفيف الملابس، يجب تغطيتها بأحد العناصر الساترة مثل المشربيات أو الشبك الخشبي على أن لاتزيد عيون الشبك عن 1.50سم × 1.50سم ، أو مخرمات خرسانية ذات عمق لا يقل عن 10 سم وعيون لاتزيد عن 7سم2 ويشترط تقديم رسومات توضيحية لذلك. إضافة إلى أن أي مبنى سكني متعدد الطوابق وبه أكثر من 3 وحدات سكنية يشترط توفير شرفة لكل وحدة سكنية لنشر أو تجفيف الملابس، وفي المكان المناسب حسب الظروف المعمارية للوحدة على أن تغطى بإحدى المواد أو العناصر الساترة والسابق ذكرها. ولم تُجز القوانين البلدية بأي حال من نشر الملابس بالشرفات إلا من خلال العناصر الساترة، كما لا يُسمح باستعمال شبك معدني كعنصر ساتر للفتحات بالمباني (شرفات أو نوافذ).
عقوبات:
وفقًا للمادة رقم 14 من قانون بلدية مسقط فقد اعتبرت ظاهرة نشر الغسيل في شرفات الأبنية مخالفة بموجب القانون وتصل غرامتها بين (50) ريال عماني إلى (5000) ريال عماني، أو بالسجن لمدة لا تقل عن 24 ساعة ولا تزيد على 6 أشهر، أو بإحدى هاتين العقوبتين، مع إلزام المخالف بإزالة أسباب المخالفة. وإذا امتنع عن إزالة المخالفة عند صدور الحكم النهائي، تقوم البلدية بإزالتها على نفقته. فتنظيمًا للمباني وللحفاظ عى المظهر والطابع المعماري فقد أكدت بلدية مسقط عدم قانونية هذه الظاهرة، معتبرة أن الإقدام عليها هو تجاهل للأنظمة والأوامر المحلية الصادرة عن الجهاز التشريعي البلدي، وتعارض مع خطة الجهاز التنفيذي لتطوير وتجميل المظهر العام للمدينة، والتي يُنظر من خلالها إلى أهمية العمل على الإرتقاء بالمستوى الحضاري والجمالي والتنظيمي لمسقط المحافظة، وذلك من خلال رؤية بلدية مسقط في تكوين مدينة مُستدامة، نابضة بالحياة.
حلول بديلة:
ومن الحلول البديلة لنشر الغسيل في الشرفات هو نشر الملابس في مكان بعيد عن الشرفات المطلة مباشرةً على الشوارع أمر ممكن، كذلك استعمال أدوات ومعدات وتقنيات حديثة، مثل مجفف الملابس الكهربائي وغيره. ومن ضمن البدائل المتاحة نشر الغسيل بداخل الشقة حتى تجف، وفتح النوافذ للتهوية الجيدة.
جدير بالذكر، إن تطوير وتجميل المظهر العام يشكل أحد أهم أولويات خطط التنمية المستدامة لبلدية مسقط ومن صميم عملها ضمن إطار أهدافها للارتقاء بالمستوى الحضاري والجمالي والتنظيمي للمدن، لكن لابد من الوعي الفردي و تضافر جهود المجتمع مع برامجها واستراتيجياتها التي سوف تعزز من المكانة المرموقة التي تحظى بها محافظة مسقط سواء على صعيد البنى الأساسية والخدمية أو على صعيد تكامل وتجانس المشهد الحضاري والعصري للشوارع والمباني.