الصحوة – بلقيس الهنداسية
أثبت الإنسان العماني على مرّ الأزمان علاقته الوطيدة بتراثه و حضارته وتاريخيه العريق الزاخر بالثقافة والموروثات الخالدة ، هذه العلاقة الأصيلة التي تعكس مدى عمق وارتباط المواطن العماني ببيئته التي أنجبته وترعرع فيها منذ نشأته؛ حتى وإن أبعدته ظروف الحياة عن المكوث طويلاً فيها.
فالجهات المعنية حرصت كل الحرص لصيانه وترميم جميع القرى والأماكن التاريخية كالطرق والقلاع والحصون والأماكن القديمة التي لا يزال الإنسان العماني متمسكا بها وبهويتها؛ وليس ذلك فحسب بل اجتمع أهل هذه القرى أيضاً لاعتماد مبادراتهم المجتمعية التطوعية لصيانة وترميم قراهم كما هو الحال في منطقة عزوة فنجاء بولاية بدبد التي يقارب عمرها الزمني 400 عام.
اجتمع شباب فنجاء بدعم من سعادة السيد محمد البوسعيدي والي بدبد و الأهالي في الولاية لتنفيذ مبادرة تطوعية تهدف إلى ترميم وصيانة حارة فنجاء القديمة ( منطقة عزوة فنجاء)
وللحديث أكثر حول هذه المبادرة تواصلت صحيفة الصحوة مع الفاضل أمجد الراشدي وهو المتحدث باسم الفريق حيث قال أن الأسباب الرئيسية التي دعت لتنفيذ هذه المبادرة هو حدوث تصدعات وانهيار عدد من المباني القديمة لعدم وجود سور للحماية؛ حيث أصبح المكان يشكل خطراً على الزوار ، لاسيما أن هذه الحارة تشهد إقامة الاحتفالات في الأعياد والمناسبات مما جعلها منطقة جذب المئات من الزائرين سنويا؛ لذا كان تنفيذ المبادرة أمر ضروري ومُلحّ.
وأضاف الراشدي أن هذه المبادرة تعتبر الأولى من نوعها في الولاية في صيانة وترميم الأماكن الأثرية القديمة ، وبإذن الله مستمرين في مثل هذا النوع من المبادرات، مضيفًا أن الفريق حظي بدعم رائع من سعادة السيد محمد البوسعيدي والي بدبد وأيضا بلدية بدبد والأهالي وأصحاب المشاريع في الولاية ، ولوزارة التراث والسياحة دور مميز أيضاً؛ حيث قام فريق من الوزارة بزيارة الموقع والاطلاع على جهود شباب فنجاء الكرام.
وأردف أمجد حديثه أن بعد ماحققته هذه المبادرة من نجاح فإن الأنظار تتجه للسوق القديم بفنجاء و أيضا الحصون المنتشرة في أرجاء الولاية لإعادة صيانتها وترميها والاستمرار ببذل المزيد من المبادرات لخدمة الولاية وقاطنيها .
وفي نهاية الحديث وجه “الراشدي” رسالته عبر منبر الصحوة للجميع فقال : إن تعاون الأهالي و المؤسسات الخاصة مع وجود الإشراف الحكومي كافي لتحقيق الأهداف المطلوبة ، يجب علينا أن لا ننتظر الحكومة في كل شيء وأن نبادر من أجل خدمة هذا الوطن العزيز “.