الصحوة – وائل الوائلي
وَدَّعَت ولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة رمزًا من أعمدة العلم، وبين ولادته في محلة الجامع ونهاية أجله فيها؛ سَطَّرَ الشيخ “مهنا بن خلفان الخروصيّ” أحرفًا من ذهب في ميادين الفقه والشعر والتأريخ، لتظل الـ86 عامًا التي قضاها على هذه الأرض الطيبة شاهدةً على بصماتٍ عميقةٍ في أروقة العقول والقلوب.
ومع تغريدة طارق الخروصي، التي بثّ فيها خبر رحيل عَمَّه الشيخ مهنا الخروصي عبر حسابه الشخصي؛ ولأن المصاب جلل والفقد عظيم تفاعل رواد التواصل الاجتماعي على منصة “تويتر” وتسابقوا لرثاء الشيخ الفقيد؛ ليتصدر بذلك وسم (#مهنا_بن_خلفان_الخروصي) قائمة أعلى المواضيع تداولًا على المنصة في سلطنة عُمان.
صحيفة “الصحوة” تابعت الوسم عن كثب لتنقل لكم المشاعر الإنسانيّة الصادقة التي خيّمت على المجتمع العُمانيّ بفقدان الشيخ الجليل مهنا الخروصيّ:
مصطفى الحوسني نعى الشيخ مهنا بقوله: ” رحل ركن من أركان العلم والفقه واللغة، جزاه الله عنا خير الجزاء وجعله في ميزان حسناته، خالص التعازي والمواساة إلى أهله وذويه”.
وقال عبد الله العبري: “كان لي شرف الجلوس معه في حلقة مميزة من برنامج عظماء، هو بحق مدرسة جامعة لكل فنون العلم والمعرفة، برحيله تفقد عُمان أحد قاماتها الجليلة، لا نقول إلا ما يرضي ربنا جل وعلا؛ إنا لله وإنا إليه راجعون”.
أما هارون العوفي وصف الشيخ مهنا بالعلم والمدرسة؛ إذ قال في رثاءه: ” في رحمة الله أيها العلم، كان الشيخ الجليل العلامة مهنا بن خلفان الخروصي مدرسة متفردة في الفكر والشريعة والأدب والتاريخ؛ فالمنطق الرصين واللفظ الأصيل وسعة المعرفة أدواته للتعبير عن آرائه، كان عالما متواضعا سيدا كريما قريبا من الجميع، سنفقد العرفان والنواميس والكيمياء ومدرسة أبي نبهان”.
بدورها شاركت حلا الحارثية في الوسم وقالت: “رحم الله الشيخ الجليل مهنا بن خلفان الخروصي، وأدخله فسيح جناته، ترك الشيخ العديد من المؤلفات التي تثري المكتبة العمانية ويستفيد منها الطلبة والباحثين والمهتمين”. وأرفقت مع تغريدتها بعضًا من أبرز مؤلفات الشيخ الجليل مثل: (تحقيق ديوان الفزاري)، (النجوم الزاهية في الأفلاك الدائرية).
أما الدكتور محمود الريامي نظم شعرًا في رثاء الشيخ الفقيه مهنا الخروصي قال فيه:
ترجّلْ أيها البطل الهمام .. وسِر فالدربَ تسلكه العظامُ
وأغلق سِفرَك المعطاء علما .. فقد بلغ الكمالَ به الكلامُ
وودع ما صحبت لرغد عيش .. به نزل الأكابر والكرام
وسر حيث المهنا سار قبلا .. وحيث الصحب والصلت الإمام
سلام من محابرك الحيارى .. سلام من مجالسكم سلام
وقال عبد الله المعمري: “انتقل الى رحمة الله تعالي الشيخ الجليل مهنا بن خلفان الخروصي، حيث فقدت ولاية العوابي وعمان قاطبة قامة من قامات الأدب والعلم والفكر، أسكنه الله فسيح جناته وألهمنا جميعا الصبر والسلوان، كان عالما متواضعا قريب من الجميع”.
من جانبه قال سيف الكلباني: “ليس كل الفقد فقد.. أحسن الله عزاء الأمه الإسلامية في وفاة الشيخ العالم الجليل الزاهد المتواضع قليل الكلام كثير الفعال (عليه شآبيب الرحمات)”، وأردف فيصل الصلتي قائلًا: “ورحل أحد أقطاب العلم والمعرفة، عُمان تودع عالمها الجليل الشيخ مهنا بن خلفان الخروصي”.
وفي ظلامِ الفقد، وعتمةِ الحزن، نلتحمُ في صحيفة “الصحوة” لنعزي أسرة الشيخ مهنا الخروصي، رمز العلم الذي انتقل إلى جوار ربه بعدما أرخى بذورَ المعرفة في أفئدة الناس، ونودّعُ بقلوبٍ مؤمنة وأرواحٍ ملؤها الأسى، شيخًا عالمًا بارعًا، استطاع بجهوده وعطائه أن يضيء دروبَ العلم والمعرفة لجيلٍ بعد جيل، رحمه الله وجزاه عن العلم والعلماء خير الجزاء وأسكنه فسيح جناته.