بقلم : د. حمد السناوي
في الأسبوع الماضي تناولت المحطات الإخبارية خبر إقالة وزيرة الداخلية البريطانية ذات الأصول الهندية سويلا بريفرمان على أثر انتقادها للطريقة التي تعاملت بها شرطة العاصمة لندن مع مسيرة مؤيدةٍ للفلسطينيين ، اسعدني هذا الخبر كثيرا ربما بسبب عداء الوزيرة المقالة للمتضامنين مع القضية الفلسطينية بطريقة تفوق ما يظهره غيرها من السياسيين كما أن مواقفها السابقة و أقتراحها إرسال المهاجرين وطالبي اللجوء السياسي الى افريقيا ، ورغم أن السياسات البريطانيه الداخلية لا تعنيني لكن إقالة الوزيرة أشفى غليلي تجاه كل من يناصر الكيان الصهيوني و يساهم في إبادة المدنيين الأبرياء في غزة ، و لعلها أصبحت كبش الفداء الذي نلقي عليه مشاعر الغضب والاستهجان بل الحقد والكراهية أيضا، والشي نفسه قد يفسر الهجوم والانتقاد المكثف على الممثل المصري الذي إختتم مسرحيته و فقرة هز الوسط بمحاول التباكي أمام الجمهور الذي عتب عليه المشاركة في تمثيلية والعالم العربي والإسلامي يعيش حالة من الحداد على شهداء غزه ، ولم تفلح دموع التماسيح التي ذرفها امام الجمهور مدعيا أن المال لا يعنيه، حصل هذا الممثل على إنتقاد وإستهجان يفوق الذي تم توجيهه للجهات المنظمه للمهرجان بأكملة.
ولعل ذات الشي يفسر مشاعر الانتصار و انا اشاهد العمليات الفدائية التي تستهدف دبابات العدو عبر ما يسمى بالمسافة صفر، بل أحيانا أعيد تكرار مشاهدة مقاطع تناثر أشلاء جنود العدو أكثر من مرة ، و أنا أتسائل مالذي يحدث لي ؟
لا أنتمي لجيل الببجي ولا غيرها من ألعاب الفيديو الذي يتقمص الاعب فيها دور المقاتل او أحيان اللص الذي يحطم نوافذ السيارات و يسرقها ثم يتخلص منها بعد أن يصطدم بجدار ، ولا غيرها من العاب الفيديو الذي تشحذ الحماس و أحيانا تؤجج غريزة القتال لكل فيديوهات تدمير الدبابات يبعث لدي شعور مؤقت بالنصر و كأن المقاتل ثأر للابرياء الذين يستهدفهم العدو خلال هجومهم على غزه.
المسافة صفر إستراتيجية عسكرية تحدث عندما يكون الفريقان المتقاتلان داخل بناية واحدة أو مربع واحد لا يبعدان عن بعض مسافة لا تتجاوز مائة و خمسون مترا ، وقد أسهمت التكنولوجيا الحديثة في تسجيل وقائع القتال وارسالها الى المشاهدين في مختلف دول العالم فيشعر كل منا أنه في قبل الحدث ، ورغم أن هذه التقنية تجعلنا في حالة من التوتر والاستنفار رغم أننا بعيد عن ساحة المعركة و يمكنها أن تولد لدينا مشاعر القلق والتوتر الا أنها ضروريه كي لا ننسى ما يحدث في غزه ولا نعود الى حياتنا اليومية ونعتاد من يحدث من قتل و دمار بأنه الواقع الجديد، كما يجب أن ننتبه الى الحيل النفسية الخبيثة التي يمارسها العدو و المنصات الإخبارية الموالية له في تقنين المعركة في مستشفى الشفاء فيتم تسليط الضوء عليه دون غيره من المستشفيات والمواقع في غزه حتى إذا ما سقط مستشفى الشفاء أصابنا الإحباط والاحساس بالهزيمة كما حدث في غزو العراق و سقوط مطار بغداد بعد أيام من تكثيف التغطية الإعلامية على محاولة الامريكان الاستيلاء على المطار حتى عندما سقط المطار سقطت بغداد بل العراق بأكمله وتسلل الياس والإحباط الى قلوب المقاتلين و جميع المتعاطفين مع العراق ، لذلك علينا أن ننتبه لهذه اللعبة الإعلامية الخبيثة و ننتبه أن غزه لا يقتصر على مستشفى الشفاء بالتحديد.
ختاما ، ومهما إنحاز الغرب الجائر الى جانب إسرائيل و مهما بلغت جرائم الاحتلال من بشاعة و دمار لا ننسى بأن ندعوا الله عقب كل صلاة بأن يسقط طائراتهم و يغرق سفنهم و يحرق جيوشهم و يشتت شملهم و يجعل الدائرة تدور عليهم ، اللهم أمين.