كتبت- وداد المانعية
ترجمة الكتاب: بوشعيب الساوري
• ” شكراً لأنكِ استطعتِ توصيف المشهد كي أراه”
كانت هذه رسالة من صديقتي المكفوفة-قبل عامين- بعد الإنتهاء من قراءة مذكرات “بنجر السكر” التي تناولَت تفاصيل السفر لهولندا والحقيقَة أن أغلبنا يتجاهل أدب الرحلات بعدم الكتابة عن تجاربه متناسين أنّ لها قيمة ذات أثر عميق لدى المتلقي.
• هذا الكتاب رغم صغر حجمه إلا أنّه كان بمثابَة بوابة لمكتبة بحثية عظيمة، فهو ليس مجرد سرد لرحلة أسر أو سيرة ذاتية! بل تجاوز الأمر ليخلق اضاءات على تلكَ الحقبة من التاريخ.
• بدايةً تناول الكتاب نظرة الغَرب إلى الشرق، أي أنك عزيزي القارئ ستقرأ التاريخ من وجهة نظر معاكسة عمّا آمنتَ به، لاسيّما أن الأحداث حصَلت في فترة ظلامية من تاريخ بلاد المغرب، حيث الحالة السياسية المتزعزعة جراء الفتن التي تعرّض لها الحكام وتأثير جيش البخاري الذي يُنصّب ويعيّن الملوك وفقاً لمصالحه.
• وفي هذا الطرح لن يجد المتلقي جمالية أدبية بل هو مجرد سرد لأسيرة هولندية متعصّبة كاثوليكيا تحاول تصوير نفسها كرمز أو أسطورة بعدَ مغامرتها ومخاطرتها في (بلاد البربر) كما تسميهم، ولاتنفك بين حين وآخر عن التعبير عن كرهها للمسلمين! وهي في ذلك غير مُلامَة فمن الطبيعي أن لاتكيل المدح لعدوك الذي أذاقك صنوف الويل والمهانة ولكنها أنصفَت خاطفيها في النهاية حينما قالت: ” هنا ليس الكفار أو المسلمين من أقضّوا مضجعنا، وإنما تمت مضايقتنا غالبا من قِبل بعض الرعاع وبعض الأنذال من [أبناء وطننا]. “
• تباعا للنقطة أعلاه تذكرتُ الضجة التي أقامها البعض بعد طرح مسلسل “حريم السلطان” الذي تُشابه أحداثه في القصر ماروَته الكاتبة! وهو مايجعل القارئ مشككا في الجانب التاريخي لحياة الملوك في القصور!.
• عندما عرضتُ غلاف الكتاب أثناء شرائه وصَلتني رسائل تدعوني لمشاهدة فيلم بعنوان: ” 12 years of slave” وبعد المشاهدة وجدتُ أنهم يقصدون الكتاب الذي يصوّر السيرة الذاتية لعازف الكَمان والنجار “سليمان نورثوب الذي تم اختطافه في الفترة (1841 – 1853) حيث معاناة العنصرية والعبودية في الحقبة قبل الحرب الأهلية الأمريكية.
• تباعاً للنقطة أعلاه وحتى لايتم المزج، عنوان هذا الكتاب في الانجليزية:
” Curious and Amazing Adventures of Maria Ter Meetelen; Twelve years a slave, the (1731-43) ( Travellers in the wider levant) “
ولستُ متخصصة بحثيا ولكن بالرجوع إلى آخر كلمتين فهي تعني “بلاد الشام” كما أنه تمت تسميتها بالمُغامِرة وليس الأسيرَة!، وهذا مالَم تذكره الترجمة الهولندية والفرنسية والعربية!، وهذا من لمحة فقط على العنوان فهل هناك مغالطات أخرى يحويها الكتاب؟ “الله أعلم”.