الصحوة – وائل الوائلي
تحتفل دول العالم كافة، في 14 يونيو من كل عام، باليوم العالمي للمتبرعين بالدمِّ، وهو يوم يُعبر فيه عن الامتنان العميق للمتبرعين بالدمِّ الذين يقدمون هديتهم الثمينة لإنقاذ الأرواح دون مقابل. هذه المناسبة السنوية ليست مجرد احتفال؛ بل هي نداءٌ عالميٌّ لرفع مستوى الوعي بأهمية التبرع بالدمِّ بانتظام، وضمان توفير كميات كافية وآمنة منه لجميع المرضى المحتاجين.
وفي سلطنة عُمان، يبرز الدور الحيوي للمواطنين في هذه العملية الإنسانية النبيلة: وفقاً لإحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات لعام 2023، يشكل العمانيون 82% من إجمالي المتبرعين بالدمِّ في سلطنة عُمان. هذه النسبة العالية تعكس مدى وعي المجتمع العُماني بأهمية التبرع بالدمِّ وأثره الإيجابي في إنقاذ الأرواح.
وتساعد عملية نقل بالدمِّ ومنتجاته على إنقاذ ملايين الأرواح سنوياً. إنها ليست مجرد إجراء طبي، بل هي شريان حياة يمكن أن يطيل عمر المرضى المصابين بحالات تهدد حياتهم، ويحسن نوعية حياتهم. إن توافر الدمّ الآمن والفعّال يعد ضرورياً لإجراء العمليات الجراحية المعقدة، ودعم الأمهات والأطفال أثناء الرعاية الطبية، والتعامل مع الحالات الطارئة الناجمة عن الكوارث الطبيعية أو من صنع الإنسان.
ويعتمد نجاح أي نظام صحي فعّال على وجود خدمات إمداد بالدمِّ تضمن للمرضى الحصول على كميات كافية وآمنة من الدمّ. هذا التحدي يواجه العديد من الدول، حيث تكافح من أجل توفير إمدادات كافية من الدمّ بجودة عالية. لكن، في سلطنة عُمان، يتضح أن جهود التبرع بالدمِّ تلعب دوراً محورياً في تلبية هذه الاحتياجات.
وفي هذا اليوم، نعبر في صحيفة “الصحوة” العُمانية عن شكرنا وامتناننا العميق للمتبرعين بالدمِّ في سلطنة عُمان وفي جميع أنحاء العالم. إن تبرعهم السخي يسهم في إنقاذ الأرواح ويمثل قدوة يُحتذى بها. وندعو الجميع لمواصلة دعم هذه المبادرة النبيلة، ولنتذكر دائماً أن تبرعنا بالدمِّ هو “هديةُ الحياة”.