الصحوة – محمد الدغيشي
تمتد شواطئ سلطنة عمان على أطوال ومساحات شاسعة، وتصل مسافتها إلى أكثر من 3000 كيلومترا، وتعد الشواطئ العمانية إحدى أهم مقومات الجذب السياحية الطبيعية، حيث أنها تطل على بحر عمان وبحر العرب والخليج العربي ومضيق هرمز.
كما تختلف أنواع الشواطئ من ولاية إلى أخرى، حيث تجد الشواطئ الرملية والصخرية والجزرية والبحيرية وغيرها، تتجلى هذه التنوعات في جاذبيتها للزوار والسياح، فكل نوع منها يمتلك جمهوره الخاص الذي يقصده للاستمتاع بجماله الفريد.
تعتبر شواطئنا منافسة للعديد من الوجهات السياحية العالمية، لذا يجب الاستفادة القصوى منها والمحافظة على نظافتها وجمالياتها. إن الحفاظ على نظافة الشواطئ ليس فقط لمصلحة البيئة، بل يسهم أيضًا في جعلها وجهة سياحية مستدامة ومغرية للسياح، وهو ما يسهم في تعزيز قطاع السياحة وتعزيز الاقتصاد المحلي.
فعلى سبيل المثال شاطئ القرم الذي يقع بمحافظة مسقط يتميز بروعة جماله، وطول امتداده وكثرة خدماته السياحية التي تشجع السائح على ارتياده، ومن ضمنها وجود الفنادق الكبيرة والمقاهي والمسارات التي تخدم رياضة المشي إضافة إلى المفردات الطبيعية الجميلة التي يتمتع بها الشاطئ.
اعتاد الكثير من الأشخاص على ممارسة الرياضة بشكل يومي على شاطئ القرم، وقد استمرت هذه العادة لدى البعض لأكثر من 20 عامًا، فقد حرصت الحكومة متمثلة ببلدية مسقط، على تطوير هذا الشاطئ بشكل ملحوظ، حيث تم تحويله إلى مكان مهيأ بعشب طبيعي وأشجار وأزهار، بالإضافة إلى مناطق مخصصة لممارسة مجموعة متنوعة من الأنشطة الرياضية.
تحولت المنطقة المضافة حديثًا في الشاطئ إلى نقطة ضعف، حيث لم تكن مسلحة بشكل كافٍ لتحمل تأثيرات الظواهر المناخية المتقلبة، مثل الأعاصير وظاهرة المد والجزر، فبعد مرور إعصار شاهين على شاطئ القرم، تفاقمت الأضرار في تلك المنطقة، مما أدى إلى تآكل كبير في الساحل.
كما بدأت آثار الإعصار تظهر بشكل واضح على منظر الشاطئ، ولم تقتصر الأضرار على الشكل الجمالي فحسب، بل شملت أيضًا كشف التسليكات المائية المخصصة لري المزروعات، بالإضافة إلى ترك بعض المخلفات التي جاءت من الأودية.
وتجاوباً مع تلك التأثيرات، فقد سعت البلدية مشكورة إلى تعديل الشاطئ من خلال بناء حواجز أو كاسرات الأمواج، بهدف حماية الشاطئ والبنية التحتية الساحلية من تآكل المياه والعوامل البيئية السلبية الأخرى.
بعد اكتمال مشروع تسليح شاطئ القرم للحماية من التآكل، اكتشف السكان المحليون ومرتادي الشاطئ من وجود مشكلة جديدة تتعلق بتنظيف الحجارة المستخدمة في التسليح، ولم يهتم العمال الذين قاموا بالمشروع بتنظيف الحجارة بشكل جيد، ومع حركة المد والجزر، بدأت هذه الحجارة تتناثر على المنطقة المحيطة، مما أدى إلى إعاقة الأشخاص من ممارسة الرياضة بأريحية.
على الرغم من التعديلات الجيدة التي تم إجراؤها على الشاطئ والممشى المخصص، إلا أن منظر الشاطئ أصبح غير لائق بسبب هذه الحجارة المتناثرة، مما دفع بعض السكان المحليين إلى المطالبة بحل هذه المشكلة على وجه السرعة.
فقد أشار يحيى بن شنون العويسي إلى أن العمال الذين شاركوا في عملية تصليح تآكل الشاطئ قد جلبوا تربة ممزوجة بالطين والحجارة الصغيرة، من أجل كبس الفراغات ولكي تتماسك أشجار النارجيل التي كادت أن تسقط وشكلت خطورة على المنطقة المجاورة، وهذا يُعتبر خطوة إيجابية لتنفيذ المشروع.
وأضاف العويسي أن وضع هذه التربة بالقرب من البحر وطول مدة العمل وتعاقب الحالات الجوية، أدى إلى قيام الموج بسحب التربة والحجارة ودفنها في الشاطئ، وفي الوقت الأخير جاءت الشركة لإكمال المشروع وضلت الحجارة في مكانها، فيعود السبب في ترك هذه الحجارة على امتداد الشاطئ إلى الشركة المنفذة، كما أنها قامت بإخفاء هذه الحجارة من خلال كبسه بالرمل.
ومن جانبه أشار حمدان بن عيسى البلوشي، إلى أن شاطى القرم يعتبر المكان الأنسب لممارسة الرياضة، وخصوصا في وقت الصباح قد تجد الجو النقي المحفز للجسم، وكذلك التربة التي نستمد منها الطاقة الإيجابية، ولكن في الفترة الماضية أصبحت أبتعد تماما عن ممارسة الرياضة في شاطئ القرم وأذهب إلى المماشي القريبة من البيت.
أضاف البلوشي أن شاطئ القرم وخصوصا في المنطقة الواقعة بين السفارة البريطانية وواجهة الشاطئ، أصبحت ممتلئة بالحجارة التي تمثل الصعوبة في المشي وخصوصا عندما يكون هنالك مد للبحر، ففي إحدى المرات أصبت بجرح في قدمي بسبب الحجارة الموجودة على الشاطئ وهه مخلفات مشروع تسليح الشاطئ.