بالأمس .. كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي ..
فكان علي أن أخترع سيناريو ..
فقلت …
لا تخافوا .. هذا الجسد كقميص رثّ .. لا يدوم ..
حين أخلعه ..
سأهرب خلسة من بين الورد المسجّى في الصندوق ..
وأترك الجنازة “وخراريف العزاء” عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام … مراقبة الأخريات الداخلات .. والروائح المحتقنة …
وسأجري كغزالة إلى بيتي …
سأطهو وجبة عشاء طيبة ..
سأرتب البيت وأشعل الشموع …
وانتظر عودتكم في الشرفة كالعادة ..
أجلس مع فنجان الميرمية ..
أرقب مرج ابن عامر ..
وأقول .. هذه الحياة جميلة ..
والموت كالتاريخ ..
فصل مزيّف ..
هذه آخر كلمات الفنانة الفلسطينية ريم بنا، 52 عاما، بعد صراع مع مرض السرطان في أحد مستشفيات مدينة الناصرة السبت.
فمن هي ريم بنا؟
هي مطربة وملحنة فلسطينية ولدت في 6 ديسمبر/كانون الأول عام 1966 بمدينة الناصرة بالجليل وهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ وتخرجت بالمعهد العالي للموسيقى في موسكو.
تزوجت عام 1991 من الموسيقي الأوكراني ليونيد أليكسيانكو وأنجبا ثلاثة أبناء وانفصلا عام 2010.
التراث
اشتهرت بأغانيها الوطنية التي حاولت فيها تقديم التراث الفلسطيني للعالم وعرفت بمساهمتها الكبيرة في الحفاظ على الكثير من الأغاني التراثية ولا سيما أغاني الأطفال.
ولريم بنا العديد من الألبومات الغنائية وشاركت في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والدولية.
و يتميز أسلوبها الموسيقي بدمج التهاليل الفلسطينية التراثية بالموسيقى العصرية.
تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي عام 2009 وعاودها المرض عام 2015 فكان أن أعلنت التوقف عن الغناء عام 2016 بسبب المرض وكتبت يومها تقول:” إن صوتي الذي كنتم تعرفونه توقف الآن عن الغناء الآن أحبتي وربما سيكون ذلك إلى الأبد.”
لكنها كتبت على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الشهر الماضي “سيصدر ألبومي الجديد في 20 نيسان/أبريل 2018”.
وفي عام 2016 اختارت وزارة الثقافة الفلسطينية ريم بنا شخصية العام الثقافية. كما تم اختيارها سفيرة السلام في إيطاليا عام 1994 وشخصية العام من وزارة الثقافة التونسية عام 1997.
كما نعاها العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي وعبروا عن شكرهم لما قدمته الفنانة للقضية الفلسطينية، ووصفوها بـ”رمز” و”صوت النضال الفلسطيني”، وتداولوا كلمات من أشهر أغانيها.
وتداول المستخدمون آخر ما كتبته الفنانة لأولادها عبر حسابها الخاص على فيسبوك، وقالت لهم: “لا تخافوا .. هذا الجسد كقميص رثّ .. لا يدوم …”
ونعتها وزارة الثقافة الفلسطينية قائلة:”رحيل ريم بنا خسارة كبيرة للثقافة الفلسطينية فهي الفنانة التي قدمت لفلسطين أجمل الأغنيات حتى كبر جيل فلسطيني وهو يستمع لأغنياتها التي جابت الأرض.”