الصحوة_فوزية الشحية
صراع الأجيال ظاهرة اجتماعية وسياسية تعكس اختلاف الرؤى بين الشباب والكبار في فهم التحديات وطرق التعامل معها و في المجال السياسي، يبدو هذا الصراع أكثر وضوحًا، حيث تتقاطع طموحات الجيل الجديد المتطلعة للتغيير مع سياسات الأجيال الأكبر التي تركز على الاستقرار والاستمرارية في ذات الوقت . هذه التفاعلات ليست مجرد مواجهة، بل فرصة لإثراء المشهد السياسي من خلال دمج الخبرة مع الابتكار وهذا ما ينشده الجميع واذا ما تحدثنا عن بعض من نماذج هذا الصراعات والاختلافات السياسية بين الأجيال فسنجد مثلا بالنسبة للأجيال الأكبر سنًا، تُعد القضايا المتعلقة بالاستقرار السياسي والاقتصادي أولوية قصوى، بينما يركز الشباب على القضايا الحديثة مثل العدالة الاجتماعية، التغير المناخي، والمساواة بين الجنسين والبطالة وغيرها من القضايا الأخرى التي توضح أكثر الاختلاف بين الأجيال وأيضا اذا ما تطرقنا إلى مثال آخرنجد أن الشباب يرون في التحديات البيئية خطرًا وجوديًا يتطلب استجابات عاجلة، في حين يفضل الكبار تبني حلول تدريجية ومتوازنة أيضا والأهم من كل ذلك نجد أن الشباب يستغل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي والأدوات الرقمية للتعبير عن آرائهم وحشد الدعم الإعلامي والرأي العام لنصرة قضاياهم ، على الجانب الآخر يعتمد الكبار على الوسائل التقليدية كالأحزاب السياسية والمؤسسات الرسمية ووسائل الإعلام التقليدية وهذا الفارق خلق توترات في كيفية تقييم الأجيال وسط كل هذه التضاربات والاختلافات حيث يسعى الشباب إلى أسلوب قيادة تشاركي أكثر انفتاحًا وشفافية، حيث تُتخذ القرارات بناءً على توافق جماعي بينما تفضل الأجيال الأكبر القيادة الهرمية والمركزية التي تضمن استقرار النظام القائم.
رغم حدة التوتر بين الأجيال، إلا أن هذا الصراع يمكن أن يكون إيجابيًا إذا تمت إدارته بحكمة فصراع الأجيال في السياسة ليس مجرد مواجهة بين الماضي والمستقبل، بل هو عملية ديناميكية تصوغ حاضر السياسة ومستقبلها و عندما يتمكن المجتمع من تحقيق توازن بين طموحات الشباب وحكمة الكبار، يمكن أن يكون هذا الصراع محركًا للإبداع والتغيير الإيجابي وهنا يمكن أن نقول إن مفتاح النجاح يكمن في فتح قنوات الحوار وتمكين الجميع من المشاركة، لأن السياسة التي تمثل جميع الأجيال هي السياسة الأكثر استدامة .