حاورتها: دعاء الوردي
تُخبرنا صفاء أنها كانت تعيش لحظات خوف وقلق شديدين قبل الإعلان عن ظهور نتائج الفصل الدراسي الثاني، لاسيما وأن هذه النتائج ستُحدِّد مصير دراستها الجامعية القادمة، لكن بعد ظهور النسبة تغيّر كل شيء، وخصوصًا بعد أن شاهدت نظرات الفخر في عيني والدها وعائلتها..
هكذا بدأت حديثها لـ”الصحوة” الطالبة صفاء بنت سليم الحراصية، من مدرسة نزوى للتعليم الأساسي والحاصلة على نسبة 99.7% في نتائج دبلوم التعليم العام، وتضيف الحراصية: “كنتُ أحضر جميع المواد بلا استثناء يوميًا، وهذا ساعدني كثيرًا، إضافة إلى الاستعانة بالمصادر الخارجية لحل المسائل”.
المعلم الخصوصي
سألناها ما إذا استعانت بالمعلمين الخصوصيين، فأجابت: “لم أقصدهم مطلقًا، وإنما اعتمدت على معلماتي اللاتي كنّ يبذلن قصارى جهدهنّ لإيصال المعلومات لنا، ولكن خيار المعلم الخصوصي قد يكون مناسبًا للطالب الذي يجد صعوبة في فهم المواد، أما الطالب المتمكن فإن ذهابه للمعلم الخصوصي لن يكون إلا مضيعةً للوقت”.
وقت ضيق ومنهج دسم
وعن رأيها حيال المناهج الدراسية وما إذا كانت تمتلك بعض المقترحات لتعديلها، وضّحت الحراصية أن المناهج الدراسية ملائمة من حيث مستوى الصعوبة، لاسيما وأن هنالك تطوير مستمر للمناهج الدراسية، لتكون على مستوىً عالمي وتوافق متطلبات العصر.
أما من حيث تصميمها وترتيب المعلومات، فتعتقد صفاء أن بعض المعلومات غير مرتبة في بعض الكتب، كما أن بعض المناهج دسمة مقارنة بالوقت الضيق، وتأمل أن يتم معالجة المشكلة في المناهج الجديدة التي بدأ تطبيقها لدى بعض الصفوف الدراسية.
من الضروري الاهتمام بالابتكارات الطلابية التي نراها كل يوم، ليس فقط بالمسابقات وتكريم الفائزين، بل أيضًا بتبني مشاريعهم عبر مؤسسات القطاع الخاص؛ لتكون حاضرة في المجتمع العماني.
ليس بالمسابقات فحسب
وفي معرض حديثنا عن تطوير العملية التربوية والتعليمية في السلطنة، اقترحت صفاء أن يتم تكثيف التركيز على الجانب العملي أكثر، لمساعدة الطالب على استيعاب الدروس.
وأشارت صفاء إلى أنه من الضروري الاهتمام بالابتكارات الطلابية التي نراها كل عام، وبمزبدٍ من التوضيح تقول صفاء: لا أعني الاهتمام الذي يقتصر على إقامة المسابقات وتكريم الفائزين فحسب، وإنما أيضًا تبني مشاريعهم عبر مؤسسات القطاع الخاصّ، حتّى نرى ابتكاراتهم مطبقة وحاضرة في المجتمع العماني.
صفاء الحراصية تقترح تصميم مختبرات عملية تجريبية تحاكي وظيفة المستقبل، ليتسنى للطلاب التعرف على بيئات العمل التي سوف ينخرطون فيها مستقبلًا.
ودعت إلى تكريس الاهتمام بالطلاب المجيدين دراسيًا أكثر من خلال تأسيس مدارس خاصّة لهم، تعنى بالارتقاء بهم واستثمار طاقاتهم وقدراتهم وتوفير الحوافز التشجيعية لهم، كما أكدت ضرورة أن يتم تنفيذ برنامج خاص لطلاب الصف الثاني عشر سواءً في الإجازة الصيفية أو في أثناء العام الدراسي، يتم فيه تعريفهم على الوظائف والتخصصات المختلفة، إضافة إلى تصميم مختبرات عملية تجريبية تحاكي وظيفة المستقبل، ليتسنى للطلاب التعرف على بيئات العمل التي سوف ينخرطون فيها مستقبلًا.
صفاء الحراصية: أجد أنه من الضروري أن يحرص الطالب على إشراك نفسه في الأنشطة المدرسية والمشاركة الفاعلة فيها، إذ أنني كنت دائمة المشاركة في مختلف المسابقات المحلية والدولية.
التعلم الذاتي والأنشطة
وتوصي الطلاب بأن يعتمدوا على المصادر الخارجية في فهم دروسهم، كما لابدّ لهم أن يفعِّلوا مهارات التعلم الذاتي لديهم، دون أن يكتفوا بما يدرِّسه إياهم معلمهم فحسب، وبالنسبة لها فقد اعتمدت على التعلم الذاتي بنسبة 50%.
وعن الأنشطة المدرسية ودورها في صقل شخصية الطالب في المرحلة الدراسية، قالت صفاء: “أجد أنه من الضروري أن يحرص الطالب على إشراك نفسه في الأنشطة المدرسية والمشاركة الفاعلة فيها، إذ أنني كنت دائمة المشاركة في مختلف المسابقات المحلية والدولية، وقد كان لها دور كبير في تنمية ثقتي بنفسي، وتحفيزي لتحقيق إنجازات في مختلف المجالات، حيث شاركت في مسابقة أولمبياد الرياضيات وتأهلت لتمثيل السلطنة في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي استدعى تغيبي لعدة أسابيعي، ولكني رغم ذلك استطعت بفضل تنظيم وقتي مواجهة الأمر”.
مؤسسات ومبادرات فردية
سألناها إذا ما كانت تحس أنها حظيت بالاحتفاء والتكريم الكافيين بوصفها متفوقة في دراستها فأجابت: بكل تأكيد، حتّى الآن حظيت بتكريم من بعض المؤسسات الخاصة والمبادرات الفردية، وكذلك كرمتني مدرستي نزوى للتعليم الأساسي والتي كانت تحفزني دائمًا لبذل المزيد.
وتهدي صفاء نجاحها لوالديها الذين كانا الداعم الأكبر لها، ومصدرًا للتحفيز والإلهام، وقد لمست فيهما كل الاهتمام والحرص على توفير البيئة المناسبة لها وتشجيعها على بذل المزيد، وكذلك جميع أفراد أسرتها، وكل معلماتها المخلصات في مدرسة نزوى للتعليم الأساسي.