الصحوة – سليمان بن سعيد العبري
أيام قلائل ويتوجه العمانيون لاختيار ممثليهم في مجلس الشورى، إلا أن القليل منهم يدرك أهمية هذا الأمر وعظمته، والحقيقة أيضًا أننا نجد من الصعوبة المفاضلة والاختيار بين المرشحين، فلا بد من معايير تستند إليها لنختار من يمثلنا في هذا المجلس.
أيها المرشح أعطِ نفسك وقتًا كافيًّا للتفكير، هل أنت قادر لتحمل مسؤولية أبناء ولايتك ووطنك؟ وهل ستسعى لمصالحهم قبل مصالحك الشخصية؟ وهل أنت قادر على البحث وتحدي الصعاب والعوائق لمحاولة حل مشاكل ولايتك؟ لا نقول أنك سوف تحلها إجمالاً ولكن سوف تبذل قصارى جهدك وألا تكون – مثل غيرك – تتجاهل القضايا وتفكر في التواكل لا في الجد والمطالبة، فهناك قوانين وأنظمة وتشريعات بحاجة إلى إعادة نظر فهل ستسهر الليالي بالتفكير لمصالح المجتمع والصالح العام والتغيير للأفضل؟
إن كنت مستعدًا فأهلاً ومرحبًا بك، وإلا لا تحمّل نفسك فوق طاقتك فأنت مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى ومسؤول أمام ولي الأمر جلالة السلطان المعظم ومسؤول أمام المواطنين عامة
وليس أمام من رشحك فقط، فالمسؤولية ملقاة على عاتقك في الدنيا والآخرة، فبدلاً أن تصبح مسؤولاً عن بيت واحد سوف تكون مسؤولاً عن الآلاف من البيوت، فقف وفكر وضع نصب عينيك المسؤولية التي ستلقى على عاتقك على مرور هذه السنوات.
والكلمة هنا إلى الأخوة والأخوات الذين يذهبون للترشيح، فصوتك أمانة نعم إنها أمانة، أنت الآن أمام أسماء عدة وكما أسلفنا أن عليك أن تختار واحدًا من المرشحين، فهل تعلم أن الأشارة التي تضعها هي أمانة كبرى ومسؤولية عظيمة فهل فعلا اخترت الاختيار الصحيح، ومن الواجب على كل من أراد أن يرشح عضوا لمجلس الشورى أن يعرف كل واحدا منهم ويعرف جدوله الانتخابي وأفضليته. وقد شرعت اللقاءات الانتخابية وصرح لها، والهدف من ذلك لإطلاع أفراد المجتمع على الخطة الانتخابية والرؤية والتطلعات لكل مترشح، فبهذا يكون لديك أساس مقنع للمفاضله بين هذا وذاك وتضع معايير بينك ونفسك وأن تكون بعيدا عن فكر القبلية والنسب فهذه معايير غير صحيحة ولا يستند إليها.
من باب الأمانة من لا يعرف المتنافسين جميعهم وقدراتهم فعليه أن يبادر ويتعرف ويعرف حتى لا يظلم أحدا، واسترجع واسأل قبل أن تمد يدك وتدلي بصوتك من أجل أن تكون إشارتك واختيارك عن قناعة واستحقاق لذلك المترشح وتذكر دائما وأبدا صوتك أمانة.