الصحوة – خالد بن سالم الخنبشي
نشرت وكالة ناسا هذا العام خلال عدد من الصحف العالمية صوراً لكوكب الأرض عبر الأقمار الصناعية مثبتةً بأن الأرض صارت أكثر إخضراراً على ماكانت عليه قبل 20 عاما في مناطق الهند والصين، جاءت تلك النتائح بعد حملات عديدة خلال السنوات الماضية لإعادة المسطحات الخضراء فمثلا في عام 2017 زرعت الهند 66 مليون شجرة في يوم واحد فقط.
في هذا العام أيضا قامت أثيوبيا بمبادرة وطنية وزرعت أكثر من 350 مليون شجرة في غضون أثنا عشر ساعة محطمة الرقم القياسي للهند في حملة يترأسها رئيس الوزراء لإعادة شيئاً من غاباتها التي كانت قبل قرن من الزمن تغطي 35% من أراضيها إلى أن أصبحت لا تتجاوز ال4%فقط.
في السلطنة بدأت هذا العام أيضا تبرز لنا مساهمات ملحوظة وتعد نموذجا مشرفا لنا في إدراك قيمة التشجير والإهتمام بالبيئة والمسطحات الخضراء؛ فقد ظهرت جمعيات مختصة مثل جمعية السدر العمانية (قيد التأسيس) والتي تعاونت في يوم الشجرة مع المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني بزراعة 6 ألآف شتلة.
كذلك المشاريع التطوعية الفردية للشباب العماني فقد قام محمد بن سعيد الهنائي في خدمة البيئة واستزراع نباتات برية عمانية كالشوع والسدر والغاف والسمر ليكمل مشروعه نحو بيئة خضراء بكل عزيمة وتفاني.
المبتسم سعيد الحبسي يعد أيضاً نموذجا في هذا المشروع رغم ما يعانيه من مشاكل صحية فقد مثّل جمعية السدر في مناسبات وقام بتوزيع شتلات السدر وحث الشباب في مواقع التواصل الإجتماعي على ذلك.
لا أنسى الطيار الشراعي يعقوب الحوسني الذي استغل الجو الإستثنائي الماطر في الأشهر الماضية ليغرس العشرات من شتلات السدر في ربوع منطقة البداية في ولاية السويق ليحفّز الشباب في القرى المجاورة لحيذوا حذوه، والكثير الكثير من الأمثلة التي لا يسعني ذكرها فلهم جميعاً جزيل الشكر والتقدير على ما يبذوله.
هذه الجهود سنرى ثمرتها بعد سنواتٍ قليلة فالفكر المتقدم لإصلاح البيئة لا يدل إلا على ثقافة عالية وهؤلاء الشباب بحاجة لدعم مجتمعي وحكومي بتوفير الطاقة والتقنيات الحديثة لإستدامة الريّ لفترة وحمايتها من الرعي.
سيستظل تحت غصون تلك الأشجار في قادم السنين الإنسان والحيوان وكائنات آخرى، كيف سيكون شعورك وأنت تحافظ على اخضرار بلدك واخضرار العالم، ، كيف سيكون تقديرك لنفسك وأنت تساهم في خفض درجات الحرارة في العالم ومحاربة ظاهرة الإحتباس الحراري العالمية.
ماذا لو خرجنا في يوم واحد ليغرس كل منّا شجرة في هذه البيئة فقد قيل ( غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون) وهذا الغرس سيظللهم ويحفظ بيئتهم أيضاً.