دائما ما تكون التغذية الراجعة أو التقييم لكل عملية اتصال بين موجه ومستلم عنصراً مهما إن لم يكن الأساس في هذه العملية.
المسلسلات أيضا تعتبر عملية اتصال تحمل كم هائل من الرسائل والبروبجاندا الإعلامية أو التوجيه المدروس للرأي أو لتشكيل شخصية أو ربما لزرع و اقتلاع فكرة أو سلوك معين في الفئة المستهدفة.
مسلسل حارة الأصحاب هذا العام من وجهة نظري المتواضعة وبناءً على خبرتي البسيطة في الفنون والدراما والسينما ليس سيئا لدرجة أن يتلقى هذا الكم من الإنطباعات بأيجابها وسلبها والتي تفتقر إلى المنهج العلمي للنقد الفني، فهي ليست مؤهلة لتقييم وتقويم العمل الفني بشكل عام، فجلها مبنية تقريبا على أمزجة، والقليل منها يحمل اللغة العلمية لتقييم البناء الدرامي للقصة والحوار واللغة البصرية والأداء التمثيلي.
نعم، هناك الكثير من الهفوات التي لاداعي لها وخصوصا للمتمرس والمحترف وكافة طاقم العمل، وهذا ليس مربط الفرس الآن، إنما الأهم من ذلك هو التقييم العملي والعلمي للدراما العمانية بشكل عام وهذا ما يجعل التغذية الراجعة لا تصل إلى المنتج وإلى شركات الإنتاج العمانية.
مسلسل حارة الأصحاب استنفذ كافة أوراقه الرابحة تقريبا ويكفيه شرف المحاولة الجادة. وخصوصا بعد تمكن المنتج المنفذ من استقطاب كوكبة من النجوم العمانية الفذة في عمل واحد وأعاد إنعاش الروح الفنية في البعض، وقدم مجموعة جديدة من الفنانين الواعدين.
الأمر الآن متروك إلى النقد التحليلي الممنهج، وإلى المنتج المتمثل في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وإلى الرعاة إن وجدو، فلربما يتم رقع موازنة الإنتاج الدرامي لضخ إمكانيات مادية وإنتاجية أكبر أو إسناد الأعمال في وقت كافٍ قبل حلول الشهر الفضيل كونه موسم للسباق في مجال الإنتاج الدرامي الغزير أو لربما إيجاد منتجين منفذين جدد.