الصحوة – ملاك بنت محمد المعمرية
كيف للحروف أن تصف الفراق؟ و كيف لمدامع العيون أن تجف؟ نحن هنا شعب ينثر الكلمات ولكننا نعلم جيداً أن طقوس الحزن التي تخيم على القلب ما تزال تئن وجعاً منذ أن رحلت روحه الطاهرة. تبكي عمان شوقاً لحنانه لسلامه الشامخ و إلى تلك الطلة البهية ونور عطاءه الواسع كم لنا أن نقف تفكراً لكل تفاصيل خطواته البراقة.
انطوت يا سيدي صفحات عمرك الزاهي، ولكنك حتماً باقي هنا والأفئدة تشهد أنك أسطورة عمان أنت حقاً من أتى إلى هنا و أنت نشلتنا من جذوة الظلام إلى نشوة الفكر إلى التصاعد والتأنق إلى رُقي الأخلاق، أنت من سطرت لنا تاريخاً تغنى به الداخل والخارج.
و ماذا عسى لساني أن ينطق أو لعله لا يُجيد النطق بالشكل الكافي رحيلك مؤلم، ألجم الحواس وتثاءبت سماء عمان بحزن كظيم، وقلوبنا في كابوس رحيلك لا تزال عاجزة أن تبتلع تلك اللحظات، لحظات الغصة والكآبة، هناك مطر تستفيض به قلوبنا وتنهيدات تقوقعت أعماقنا حتى رتلنا الأيام بشجن كاد أن يفقدنا شهيتنا نحو الحياة.
أيها العظيم ما تزال الذاكرة تُعيد شريط تلك الليلة قارسة البرودة كانت ثقيلة جداً، وكأن الجميع هجس بأنك عن أعيننا راحل، وأنك في ذلك اليوم مودع، كم صافحنا تلك اللحظة بقلب مكسور يتلو صرخاته بسجع بليغ وداعٌ صوته مستمر يناديك سيدي هل حقاً أنك رحلت؟